1. مقدمة


2. وهذا أحد الأولاد يبدو منتشياً


3. أبناء جفنة حول قبر أبيهم


4. قبر ابن مارية الكريم المفضل


5. أشكو العروبة أم أشكو لك العربا


6. أتى يصفق يلقانا بها بردى


7. كما تلقاك دون الخلد رضوان


8. القصر والبئر والجماء بينهما


9. أشهى إلى النفس من أبواب جيرون


10. كأنك جنة عرضت بدنيا


11. يقصر عنك يا نور العيونِ


12. بانت دمشق فيا أيامنا بيني


13. فالحسن محبوب وقلبي هاما


14. بالشام أهلي وبغداد الهوى


15. وأنا بالرقمتين وبالفسطاط جيراني


16. فسلام على دمشق في الآخرين )).


17. آسف افتنت بعاصمة الأمويين ونسيت إكمال تفاصيل رحلتنا

رحلتي الأربعينية إلى الديار الشامية مع العائلة مصورة أوسموها إن شئتم رحلة من الألف إلى الياء حرف بحرف مع نبض الحرف
بسم الله الرحمن الرحيم
الهدف من الرحلة: السياحة والاستجمام
مدة الرحلة: 40يوماً تقريباً
تاريخ الرحلة: من السبت 18/6/1427ه إلى الخميس 28/7/1427ه
وسيلة الرحلة:
1- الطائرة ( الرياض- القريات )
2- السيارة من القريات إلى آخر الرحلة
عدة الرحلة:
جوزات السفر– دفتر التريبتك - حقائب الملابس– العزبة - كاميرا الديجتال - جهازي المحمول
خط سير الرحلة:
الرياض القريات "جواً " – القريات - الأردن – دمشق – النبك - حمص – مشتى الحلو- طرطوس – كسب – مشتى الحلو – حمص – دمشق – الأردن - العودة للوطن

مقدمة

تزامن موعد رحلتنا مع الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان ، وكانت الأوضاع في المنطقة وقتها متأزمة خصوصاً في الجانبين السوري واللبناني بحكم قرب سوريا من الجبهة الإسرائيلية اللبنانية ، وكان الاستنفار في سوريا على أشده .... كل هذه العوامل ألقت بظلالها على قطاع السياحة في سوريا وأثرت عليها تأثيراً بالغاً , وأذكر أنني أثناء تحضيري وتجهيزي للسفر جوبهت بمعارضة شديدة من قبل أهلي وأقاربي وأصدقائي وخشيتهم علينا من تداعيات الحرب القائمة لكنني كنت أطمئنهم مرة بقولي أن سوريا بعيدة عن الحرب! وأحياناً بقولي أننا ذاهبون للأردن فقط! ، وحقيقة سبب إصراري على الذهاب رغم ظروف الحرب هو أمران أولهما: مكافئة لنفسي على تخفيف وزن جسمي الذي تحقق ولله الحمد بعد معاناة مع السمنة لا أعادها الله وكنت خلال فترة الحمية والريجيم أحلم بالرشاقة والقوام الممشوق ولبس القميص والبنطال دون اللجوء لفئة ملابس XXL وأخواتها ، والأمر الثاني: وعدي لعائلتي الكريمة برحلة للديار الشامية المباركة خصوصاً بعد نجاح رحلتنا لها صيف عام 1424ه ، وكنا قد حجزنا على الخطوط الجوية السعودية قبل ثلاثة أشهر من الرياض للقريات ذهاباً فقط لأنني عزمت هذه المرة على شحن السيارة للقريات ومن ثم الانطلاق بها لسوريا
الحلقة الأولىكانت الانطلاقة يوم السبت الموافق 18/6/1426ه من عاصمة التوحيد رياض العروبة حرسها الله ومن مطار الملك خالد تحديداً على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية السعودية
ففي صبيحة هذا اليوم استيقظنا قبل صلاة الفجر حيث أدينا الصلاة ثم أيقظنا الأولاد
وفي الساعة الخامسة استقلينا سيارة ليموزين إلى المطار وكان السكون والهدوء هو طابع ذلك اليوم ، وصلنا المطار أنزلنا الحقائب والأمتعة التي كانت قليلة لأننا أرسلنا معظمها في السيارة التي سبق شحنها للقريات عبر مجموعة البسامي الدولية.
دخلنا صالة المطار قطعنا كرت صعود الطائرة البوردنق ثم توجهنا للبوابة رقم 31 بانتظار الطائرة التي ستقلنا للقريات ،وكان ذلك حوالي الساعة الخامسة والنصف ،
وهذه الطائرة التي ستقلنا

وهنا يتم تحميل الأمتعة

وعند الساعة6:45 صباحاً تم النداء على المسافرين للصعود للطائرة ، ثم تحركت الطائرة باتجاه المدرج

وهنا تسير على المدرج تأهباً للإقلاع

وفي الساعة7:15صباحاً أقلعت طائرتنا تحفها عناية الله وحفظه

ثم استوت على الأجواء متجهة إلى القريات

في تمام الساعة9:15 صباحاً هبطت الطائرة أرض مطار القريات

وهنا تستعد للإستدارة باتجاه صالة القدوم

وهذا نبض الحرف في طريقه لسلم النزول حامداً الله على سلامة الوصول

وهنا أتلقى تهنئة على سلامة الوصول من كابتن الطائرة

ثم بدأت بالنزول وكان الجو لطيف مائل للبرودة

وقد تسابق الجميع متجهين لصالة القدوم وتبعتهم أجر حقيبتي ومعي العائلة

وهذا أحد الأولاد يبدو منتشياً

توجهنا لصالة القدوم أخذنا الحقائب ثم قصدت مكتب البسامي في المطار الذي جهز حافلات للعملاء لنقلهم إلى مكان سياراتهم ... ركبنا الحافلة مع مجموعة من المسافرين وكان جلهم من الأخوة الأردنيين والسوريين وقليل من السعوديين الذين شحنوا سياراتهم .وصلنا مواقف البسامي في محطة لقاء قرب الحديثة استلمنا السيارة وكان ذلك حوالي10:30 ، بعدها توجهنا لفندق لقاء المجاور لهم

لرغبتنا في الراحة قبل مواصلة الرحلة للأردن وسوريا ، أخذنا غرفة في الفندق ب 120ريال لليوم الواحد، علماً بأننا لن نمكث فيه سوى ساعات قليلة ، ثم خلدنا للراحة والنوم فنامت الزوجة والأولاد وبقيت أنا أغفو واسيقظ فلم أهنأ بالنوم إلا قليلا لأنني مشتاق للديار الشامية و بالي مشغول بالرحلة.... صحينا من النوم بعد العصر فايقظت الزوجة وطلبت منها إيقاظ الأولاد والتهيؤ للرحلة ، وذهبت لأشيك على سيارتنا فوجدت إحدى عجلات السيارة قد تمزق فاستبدلته بآخر اشتريته من محل للإطارات في محطة الفهد القريبة من الفندق ثم شيكت على السيارة كاملاً ، بعدها توجهت لسوبرماركت الشهيلي المجاور للفندق – وهو بالمناسبة من أفضل محلات التموين الغذائي في الحديثة على حد علمي - قصدته بإيعاز من زوجتي الكريمة للتزود منه ببعض الحاجيات التي نحتاجها في الطريق كالبسكويت والعصائر والساندويتشات ومياه الصحة والتشيبس والحلوى للأولاد يتسلون بها أثناء الطريق لأنني كنت مخططاً ألا أقف في الأردن إلا للضرورة فقط اختصاراً للوقت ورغبتنا في أن يكون العشاء في عاصمة الأمويين لامتياز مطاعمها بجودة الطعام ونكهته ولما لها من جاذبية خاصة لدى نفسي لا أعلم سر ذلك؟ . بعد التسوق أتيت للفندق وحملنا أمتعتنا

ثم استقلينا السيارة تحدون الأشواق للديار الشامية مبتدئين بدعاء السفر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون...........إلخ " والذي يعد من أسباب حفظ المسافر في حله وترحاله وهذا بسبب بركته أي الدعاء. دخلنا منفذ الحديثة قبيل المغرب بساعتين وتم كل شيء بيسر وسهولة ختمنا الجوازات والتطبيق للعائلة والتريبتك ، ثم مضينا في طريقنا للعمري فدخلناه وتمت الإجراءات كسابقتها دون تعقيد وسط تعامل ممتاز من موظفي الجوازات والجمارك ( لاحظت ازدحام شديد!! في صالة القادمين إلى السعودية لكلا المنفذين على عكس صالة المغادرين من المسافرين الفارين من لبنان وسوريا بسبب الحرب اللبنانية الإسرائيلية ) دخلنا الأردن قاصدين الحدود الأردنية السورية سرنا في طريقنا مروراً بالأزرق ثم المفرق إلى مركز جابر الحدودي أنهينا اللازم من تختيم جوازات وجمرك وتطبيق للعائلة وكان الوقت حينها وقت صلاة العشاء. توجهنا بعد ذلك لمركز نصيب السوري المؤدي للديار الشامية فحصل لنا بعض التأخير البسيط من قبل بعض وليس الكل من موظفي الجوازات فمن تلميح للرشوة و فوضى في استلام وتسليم الجوازات وكنت أقابل كل ذلك بالتطنيش واللامبالاة وبعد أكثر من ساعة قضيناها في المنفذ تم إنهاء إجراءات القدوم ثم توجهت للسوق الحرة لأشتري شريحة الجوال السورية لي وللأهل فوجدت أنها نفدت فأجلت الشراء إلى حين وصولنا لدمشق ، بعد ذلك قصدت مسجداً في المنفذ لنصلي فيه صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً جمع تأخير ، وعقب الصلاة انطلقنا لدمشق الفيحاء فرحين مستبشرين لأننا على موعد مع عاصمة الأمويين عاصمة الفتوح الإسلامية التي ارتوى ثراها من دماء الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم
(( السلامُ عليك يا أرض شيخ الإسلام ، ورحمة الملك العلاَّم
يا دمشق ماذا تكتب الأقلام ، وكيف يرتب الكلام ، وماذا نقول في البداية والختام.
في دمشق الذكريات العلمية ، والوقفات الإسلامية ، والمآثر الأمويّة . وفيها يرقد ابن تيمية ، وابن قيم الجوزية . وفي دمشق حلقات الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية .
يحق لحسان أن ينوح على تلك الأوطان ، ويسكب عليها الأشجان .
لله در عصابة نادمتهم
يوماً بجلق في الزمان الأول

أبناء جفنة حول قبر أبيهم

قبر ابن مارية الكريم المفضل

تذكرك دمشق بمعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الملك بن مروان ، وبني غسان ، والشعر والبيان ، والمجالس الحسان . دمشق سماء زرقاء ، وروضة خضراء ، وقصيدة عصماء ، وظل وماء ، وعلو وسناء ، وهمة شماء . ما أبقى لنا الشوق بقية ، لما سمعنا تلك القصيدة الشوقية ، في الروابي الدمشقية .
سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي
جلال الرزء عن وصف يدق
دخلتك والأصيل له ائتلاق
وملأ رباك أوراق ووُرْق
في دمشق أكباد تخفق ، وأوراق تصفق ، ونهر يتدفق ، ودمع يترقرق ، وزهر يتشقق
دخلنا دمشق فاتحين ، وصعدنا رباها مسبحين . فدمشق في ضمائرنا كل حين . وهي غنية عن مدح المادحين . ولا يضرها قدح القادحين .
آه يا دمشق كم في ثراك من عابد ، كم في جوفك من زاهد ، كم في بطنك من مجاهد ، كم في حشاك من ساجد . أنت يا دمشق سفر خلود ، وبيت جود ، منك تهب الجنود ، وتحمل البنود . يصنع على ثراك الأحرار ، ويسحق على ترابك الاستعمار ، ويحبك يا دمشق الأخيار . فأنت نعم الدار . تقطع إليك من القلوب التذاكر ، من زارك عاد وهو شاكر ، ولأيامك ذاكر ، يكفيك تاريخ ابن عساكر ، صانك الله من كل كافر
ألقيت فوق ثراك الطاهر الهدبا
فيا دمشق لماذا نكثر العتبا
دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي

أشكو العروبة أم أشكو لك العربا

في دمشق روضة العلماء ، وزهد الأولياء ، وسحر الشعراء ، وحكمة أبي الدرداء ، وجفان الكرماء .
في دمشق عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد ، والملك الزاهد ، والولي العابد ، يطارد الظلم والظالمين ، ويحارب الإثم والآثمين ، فيذكر الناس بالخلفاء الراشدين ، ويعيد للإسلام جماله في عيون الناظرين . في دمشق براعة ابن كثير ، وعبقرية ابن الأثير ، وتحقيق النووي ، وفطنة ابن عبد القوي .
لولا دمشق لما كانت بلنسية
ولا زهت ببني العباس بغدان

أتى يصفق يلقانا بها بردى

كما تلقاك دون الخلد رضوان

يكفيك أيها الشام السعيد ، أن فيك القائد الفريد ، والبطل السديد ، خالد بن الوليد . سيف الله الهمام ، كاسر كل حسام ، أغمد في الشام ، السلام عليك يا أبا سليمان ، يا قائد كتيبة الإيمان ، ويا رمز كتيبة الرحمن .
يا ابن الوليد الأسيف تناولنا
فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا
لا تخبروه رجاءً عن هزائمنا
فيمتلئ قبرُه من قومه غضبا
صحح الألباني ، المحدث الرباني ، أحاديث في فضل تلك المغاني .
وأول أبيات في الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني . في وصف دمشق وتلك المباني .
حيث يقول الشاعر :

القصر والبئر والجماء بينهما

أشهى إلى النفس من أبواب جيرون

وقد نسى ابن كثير نفسه ، وملأ بالمدح طرسه ، لما تحدث عن دمشق ، فقلمه بالثناء سبق ، وبالإطراء دفق ، وحار الحكماء في وصف دمشق وطيب هوائها ، وعذوبة مائها ، واعتدال أجوائها ، وذكاء علمائها ، وبلاغة خطبائها ، وتقدم شعرائها ، وعدل أمرائها ، وجمال نسائها ، حتى إن بعض العلماء ذكر أن دمشق أم البلدان ، وأنها في الدنيا جنة الجنان .
دمشق الشام كل حديث ركب
أثرت على هوى قلبي شجوني

كأنك جنة عرضت بدنيا

يقصر عنك يا نور العيونِ

دخل دمشق الصحابة ، كأنهم وبل سحابة ، أو أسد غابة ، فلقيتهم بالأحضان ، وفرشت لهم الأجفان ، فعاشوا على روابيها كالتيجان . في دمشق فنون وشجون ، وعيون ومتون ، وسهول وحزون ، وتين وزيتون . دمشق جديدة كل يوم ، وهي حسناء في أعين القوم ، وقد بكى من فراقها ملك الروم . إذا دخلت دمشق تتمايل أمامك السنابل ، وتتراقص في ناظريك الخمائل . وتصفق لقدومك الجداول ، . دمشق أعيادها يوميّه ، وأعلامها أمويّة ، وأطيافها سماوية ، وبسيوف أهلها محميّة
دمشق في الحسن مفرطة ، وبجواهر الجمال مقرطة ، وفي الطقس متوسطة .
فارقتها وطيور القاع تتبعني
بكل لحن من الفصحى تغنيني
كأنما الطير يهوى حسن طلعته

بانت دمشق فيا أيامنا بيني

الجمال دمشقي : لأنه لا بد له من روضة فيحاء ، وخميلة غناء ، وحبة خضراء ، وظل وماء . والحب دمشقي : لأنه لا بد له من أشواق مسعفة ، وأحاسيس مرهفة ، وألمعية ومعرفة .
كتب ابن عساكر في دمشق تاريخ الرجال ، وسطر المزي في دمشق تهذيب الكمال، وألف الذهبي في دمشق ميزان الاعتدال ، واحتسب ابن تيميه في دمشق الرد على أهل الضلال ، وأرسل لنا المتنبئ من الشام تلك القصائد الطوال ، وذاك السحر الحلال .
قالوا تريد الشام قلت الشام في قلبي
بنت في داخلي أعلاما
هي جنة الدنيا فإن أحببتها

فالحسن محبوب وقلبي هاما

في دمشق رسائل الياسمين ، ودفاتر اليقطين ، ومؤلفات النسرين ، للحمام بها رنين ، وللعندليب بها حنين ، كأنها تقول : ادخلوها بسلام آمنين .
ليس لدمشق الشام ، دين غير الإسلام . فطرت دمشق على الإيمان ، ولذلك طردت الرومان ، ورحبت بحملة القرآن . ليس بقيصر الروم في دمشق قرار ، ولذلك ولى الأدبار، ولاذ بالفرار ، لأن الدار دار المختار ، والمهاجرين والأنصار .
من مخبر القوم شطت دارهم ونأت
أني رجعت إلى أهلي وأوطاني

بالشام أهلي وبغداد الهوى

وأنا بالرقمتين وبالفسطاط جيراني

في الشام يرقد سيف الدولة الملك الهمام ، وابن نباته خطيب الأنام ، وابن قدامة تاج الأعلام ، وأبو فراس الحمداني الشاعر المقدام . وفي دمشق سكن الزهري المحدث الشهير ، والأوزاعي العالم النحرير ، والبرزاني المؤرخ الكبير ، والسبكي القاضي الخطير .
أتانا من دمشق كتاب رياض الصالحين ، وكتاب روضة المحبين ، ونزهة المشتاقين ، وكتاب عمدة الطالبين ، وكتاب مدارج السالكين ، وكتاب أعلام الموقعين .

فسلام على دمشق في الآخرين )).

آسف افتنت بعاصمة الأمويين ونسيت إكمال تفاصيل رحلتنا

في الطريق بدءت الاتصال بعدة فنادق وهي فندق الماجد وفندق برج آلاء وفندق الأجنحة الملكية وشقق المونتانا في المزة فأخبروني بأنها مشغولة بالكامل علاوة على أن أسعارها غالية جداً ، وصلنا إلى دمشق بعد منتصف الليل وقصدنا عدة فنادق فوجدناها ملئ بالنزلاء وعندما سألتهم عن أسباب ذلك أخبروني باللهجة الشامية بأن " البلد معباية " وأن معظم الفنادق والشقق المفروشة في دمشق قد تم تأجيرها للسواح الخليجيين والشعب اللبناني الفارين من الحرب ،وبعد جولات في أحياء دمشق ترددنا فيها على أكثر من فندق ومكتب عقاري كنا نقابل باستغلال وابتزاز من هؤلاء السماسره كقولهم بأن لدي شقة عائلية إيجارها اليومي 10000 ليرة سوري أو 7000 ليرة سوري!! الحقيقة أن لا أحبذ المكوث في دمشق ولكن لأن برنامجي السياحي المعد سلفاً في السعودية يتضمن زيارة بعض الأماكن السياحية ورغبة الأهل في زيارة ومشاهدة دمشق القديمة وجامعها الأموي وجدت أنه لامناص من البقاء في دمشق واقتطاع أياماً من الرحلة لذلك. بحثنا عن كذا شقة وفندق توجهت لفندق القصر الفرنسي فدلوني إلى إحدى الشقق التابعة لهم وهي مجاورة لفندق الفورسيزن هادئة وأمينة وأثاثها عادي لايوازي ماقيل عنها من مدح!! وبعد مفاوضات على إيجارها حسبوها لنا ب 6000 ليرة فلم أجد بداً من القبول بذلك بعد أن بلغ منا التعب مبلغة وخصوصاً الزوجة والأولاد الذين غلبهم النوم ، أخذنا الشقة وكان ذلك عند الساعة الرابعة فجراً وكنت أنوي حينها أخذها لمدة يوم واحد فقط للمبيت والراحة بعد عناء السفر ثم أبحث عن أخرى يكون سعرها مناسب. رمينا بأجسادنا المنهكة على الأسرة بعد أن صليت أنا والأهل صلاة الفجر وغطينا في نوم عميق لم يقطعه سوى صوت الدوائر الحكومية المجاورة للشقة وأصوات تاكسي الأجرة المعتادة في عاصمة الأمويين.صحوت حوالي الساعة الحادية عشرة ثم شرعت الزوجة بإعداد وتجهيز القهوة وتقديمها مع تمر الخلاص....وبعد شرب القهوة خرجت من الشقة لأبحث عن شقة أخرى عائلية مناسبة من حيث السعر الموقع فكان لي ما أردت بتوفيق من الله حيث وجدت مكتب عقاري في ساحة القصور دلني على شقة مفروشة في شارع فارس الخوري قرب ساحة العباسيين في بنايه جميع سكانها من العوائل السورية المحافظة ويسكن تلك الشقة رجل كهل وقور مع زوجته العجوز اسمه أبو جلال وبدا لي من حديثهما أنهما متدينان تمتاز هذه الشقة بأنها نظيفة جداً ولها إطلالة جميلة على مزرعة وغير ملاصقة لمباني أخرى مما وفر لها تهوية جيدة ، فأغراني ذلك على استئجارها. سألت عن السعر فأخبروني في البداية أنه 4000 ليرة لليوام الواحد فقلت لهم بأنني أنوي استئجارها لمدة خمسة أيام وبعد مفاوضات بيننا بوجود صاحب المكتب استقر السعر على 3200 ليرة لليوم الواحد فدفعت إيجارها مقدم بعدها تم توقيع العقد واستلمت المفتاح منطلقاً إلى العائلة في الشقة لأسلم الشقة ونأتي لشقتنا الجديدة في شارع فارس الخوري والحمدلله بعد مارأت زوجتي الشقة ابتسمت وسرها ماوجدت من نظافة وإطلالة .
إلى هنا انتهت الحلقة الأولى من الرحلة ترقبوا باقي الحقات