الصين المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
إبراهيم السرحان
17-12-2022 - 12:44 pm
  1. بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على نبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك
لابد أن أقول أني سعيد بمن يقرأ هذا التقرير، وأكثر سعادة بالمساعدة والرد على استفساراتكم إن وجدت. وأصعب شيء كتابة مقدمة عن التبت، لأن التاريخ لم يهدأ لحظةً على تلك الهضبة، والاعتذارأفضل من تقديم معلومات مترهلة، أو الاكتفاء بذكر حقائق وأرقام صماء. وأخشى أن أقع ضحية الإغراق في التفاصيل السياسية أو الدينية.
والتبت باختصار شديد مقاطعة كبيرة جنوب الصين، متوسط ارتفاعها 4500 متر فوق سطح البحر تُسم ىسقف العالم، والقطب الثالث للأرض بعد الشمالي والجنوبي، وفيها أعلى المدن المأهولة بالبشر. وهي تقبع تحت الإحتلال الصيني منذ نصف قرن، بعدما وأدت القوات الصينية حلمها بالاستقلال وأخدمت انتفاضتها المسلحة عام 1959 م وكان أول اعتداء صيني في المنطقة عام 1950م.
9م تاريخ لا ينساه التبتيون، وبالأخص البوذيين، ففيه ترك الدالي لاما الرابع عشر(القائد الروحي والسياسي للبلاد) عاصة التبت (لاسا) ولجأ إلى دارمسالا شمال الهند لتكون مستقرأ لحكومة التبت في المنفى. والدالي لاما نصف أله في نظر البوذيين، وتجسيد لإرادة بوذا، إذا مات شلّت الحياة في الأرض، وقعد الناس في بيوتهم، حتى يُعثر على دالاي لاما بعده، والذي عادةً مايكون طفلاً في الثانية أو الثالثة من عمره.
وكلمة "دالي لاما" تعني: محيط الحكمة، ويتولى هذا الزعيم جميع شؤون البلاد الروحية والسياسية،وقد عاش الدالي لاما الرابع عشر (الحالي) ومن قبله في طمأنينة من شعبهم وخضوع تام من جميع الطوائف، بل ويذكر التاريخ قصص جميلة من العدل والتعايش وإكرام أصحاب الديانات الأخرى، فهذا الدالي لاما الخامس (لوزانغ غياتسو ) وهو أشهرهم، أسقط الضرائب عن التجارالمسلمين، وخصهم بعطاياه ورعايته التي لازالت آثارها عليهم حتى هذه اللحظة، ففي إحدى أيامه، وهو جالس على جبل هوانغشان (الذي اكتمل عليه بناء قصر بوتالا فيما بعد) رأى مصلياً مطمئناً خاشعاً، فاستحسن ما رأى، ثم ناداه، وأمر رامياً أن يرمي بسهم، فحيثما حلّ السهم، فتلك الأرضٌ هبةٌ للمسلمين، ولا زال موقع السهم معروفاً في لاسا،ولا زال المسلمون يصلون على تلك الأرض حتى هذه اللحظة! كان ذلك في القرن الساب ععشر، وتوفي عام 1682م وبقيت وفاته سراً مدة طويلة، حتى يكتمل بناء قصر بوتالا(الذي سأيتي الحديث عنه مع صورته لاحقاً) فيما تولى شؤون البلاد في تلك الفترة أحد الرهبان المقربين منه والذي أوهم الناس أن الدالي لاما في رحلة تطبب طويلة.
"ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأنا أقف مدافعًا عن الإسلام بقوة؛ لأن تصرفات قلة عابثة من بعض الأشخاص، الذين لديهم ثقافة إسلامية هشة، قد أوحت للناس أن الإسلام دين هدَّام، وهذا أمر غير صحيح. ولكن الواقع يقول بأن الإسلام هو أحد الأديان المهمة جدًّا على هذا الكوكب. وطوال قرون عديدة فإن الإسلام كان ومايزال وسوف يستمر في إعطاء الأمل والثقة والإلهام لملايين البشر. وهذه حقيقة. منذ أيام طفولتي وأنا لدي أصدقاء مقربون من المسلمين، فقد جاء التجارالمسلمون منذ أربعة قرون، واستقروا في التبت، في لاسا، وأنشئوا مجتمعًا إسلاميًّا صغيرًا هناك، ولم يتسبب هذا المجتمع المسلم في أي مشكلات، فقد عُرِفوا بالاعتدال ودماثة الأخلاق . وأنا أعرف هناك بعض المسلمين، وقد أخبروني مرة أن المسلم الحق يجب أن ينشر الحب والرحمة لكل المخلوقات، وأن المسلم الذي يكون سببًا في إراقة الدماء قد لا يكون مسلمًا بعد ذلك"
الدالي لاما الرابع عشر (الحالي) من خطابه الذي ألقاه إبان حصوله على شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة الملية الإسلامية بنيودلهي 2010 تتمة الخطاب هنا http://www.berzinarchives.com/web/ar/archives/study/islam/general/acceptance_speech_hhdl.html


التعليقات (9)
إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
  1. وهم كتبوا الكتاب بباب مرو ... وباب الصين كانوا الكاتبينا

  2. وهم سموا السهام بسمرقند ... وهم غرسوا هناك التبتينا"


"وفي بلاد التبت خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها ولا يزال الانسان بها ضاحكاً مستبثرألا تعرض له الأحزان والأخطار والهموم والغموم يتساوى في ذلك شيوخهم وكهولُهم وشُبانُهم ولا تحصى عجائب ثمارها وزهرها ومروجها وأنهارها وهو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق وغيره وفي أهله رقة طبع وبشاشة وأريَحية تبعث على كثرة استعمال الملاهي وأنواع الرقص حتى إن الميت إذ مات لا يداخل أهله كثير الحزن كما يلحق غيرهم ولهم تحنن بعضهم على بعض والتبسم فيهم عام حتى إنه ليظهر في وجوه بهائمهم"
"وهذه البلاد تسمى بمن ثبت فيها ورتب من رجالى حمير فقيل تبت لثبوتهم فيها، وقيل: لمعاني غير ذلك، والأشهر ما وصفنا، وقد افتخر دعبل بن علي الخزاعي بذلك في قصيدته التي يناقض فيها الكميت ويفخر بقحطان على نزار، فقال:

وهم كتبوا الكتاب بباب مرو ... وباب الصين كانوا الكاتبينا

وهم سموا السهام بسمرقند ... وهم غرسوا هناك التبتينا"

وأشير أخيراً إلى معلومة جغرافية لطيفة، خصوصاً أنها ستبدو ظاهرة منخلال تسلسل الصور، وهي أن السحب القادمة من المحيط تصطدم بحاجز جبال الهملايا، فتعودالمياه أدراجها إلى النيبال والهند، ولا ينفذ إلى التبت سوى الهواء الصافي، وهذاما يفسر تباين الغطاء النباتي على طرفي الهملايا.
ولطالما شدت انتباهي تلك المنطقة منذ زمن بعيد (قبل أن اسمع عن شيء اسمه التبت) ورغبت في رؤيتها والوقوف على تضاريسها الغريبة وأنا أتصفح الإصدراتالقديمة لقوقل إيرث، وكنت أظن أني سأزور أطرافها فقط ضمن زيارةٍ للصين.
ومسار الرحلة بشكل عام هو الإنطلاق من عاصمة النيبال (كاتماندوا) براًإلى عاصمة التبت (لاسا) مروراً ومبيتاً بأربع مناطق كما تظهر في الخريطة وهي:نيلام (A)، لهاتسي(B)، شيقاتسي(C)، قيانتسي(D) وأخيراً لاسا (E).

وجميع الصور في هذا التقرير ليس عليها تعديل بفوتوشوب أو غيره وهي ملتقطة إما بجهاز جالاكسي إس 5 أوكاميرا Sony Cyber-shot DSC-HX300

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
الإنطلاق من كاتماندو إلى نايلام [Kathmandu Nyalam [156km
مبيت الليلة الأولى
الافطار
طرق وعرة مخيفة في الحدود بين التبت والنيبال
آخر نقطة تابعة للنيبال، وبعدها تم منع التصوير، فحملنا حقائبنا -أنا وسويسري رافقني بتلك المرحلة- بعد توديع الدليل النيبالي، ليقابلنا دليل تبتي (وهم يتبادلون أوراقنا، ونحن ننظر مثل الشغالات) وعبرنا الجسر الذي يفصل بين البلدين وتحته نهر صافي، وعلى الجسر عنجهية صينية بكل صورها، فجنود مسلحون بكل زاوية،وسيارات شرطة، وكدت أضحك حين اقتربت من النقطة الصينية لمّا رأيت شرطيان يقفان على منصات (مثل الفووت قارد، الشرطي الذي لا يرمش ولا يتحرك) مزودينها يا جماعة! كلها منفذ حدودي مع النيبال! والذي هيجني على الضحك هو أن أحد الشرطيين بدأ يسترق لنا النظر بطريقة لا تتناسب مع حالته وهيئته (لم يكن هناك أجانب سوى أنا والسويسري) وبعد أيام قابلت السويسري فذكر أنه كان يكتم ضحكه أيضاً .
وهنا على الجانب الآخر بعد تجاوز الحدود الصينية، وبعد تعنّت وتفتيش العفش مرتين بالكمبيوتر، ومرة يدوياً، وهم يفتتحون جميع القطع سواءً اشتبهوا فيها أم لا، وكان تصرفاً فظاً حين انتزع أحدهم شنطتي وقام بمحاولة فتحها أو كسرها بعنف قبل أن أنهره وأفتحها له بنفسي، ثم فتحها غاضباً وكأنه عثر على شيء خطير، لكنه لم يجد شيئاً، وقل أن يغلقها رأى كتاباً (لعبد الوهاب المسيري) فصادره، وبدأ يتحدث مع رفاقه بصوت عالي ونبرة متوترة، وبعد مشادات ونظرات أعاد الكتاب بعد تفحصه جيداً.
أصوات وأجواء فردوسية لا تختصرها الصورة
النهر الذي يفصل بين حديّ النيبال التبت
أول قرية داخل الحدود الصينية، وهي بمثابة مركز تجاري لنقل البضائعبين البلدين.
على ارتفاع أربعة آلاف متر لا تنبت الأشجار .. سوى هذه النباتات الشبيهة بالطحالب .. وكان هذا طريقنا إلى قرية نايلام التي قضيت فيها ليلتي الأولى ..
إستراحة المبيت ، عبارة عن غرف أقل من متواضعة، بينها حمام مشترك .. ولا يوجد غيرها في القرية .. وهي ممتلئة عن آخرها بالأوروبيين! و الأعلام هذه ليست للزينة، ولكنها لاعتقاد أهل التبت فيها، ولكل لون إله، ولكل لون حظ .. وقل أن تجد قمة جبل أو مهب ريح إلا وجدتها منصوبة عليه طولاً وعرضاً ..
أما النافذة فهي تطل على نهر سماوي متحدر من الجبال .. وأما الغرفة فلا يملأها شيء سوى صوت النهر .. *يسلك لنفسه، الوضع كان مأساوي *
قرية لا يسكنها إلا أهلها
الفلم الهندي لاستخراج شريحة جوال في دولة موسوسة كالصين، ما بقي إلايصوروني 3D
الوضع المأساوي الذي ذكرناه قبل قليل

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
الإنطلاق من نايلام إلى لاتسي
هذه هي الحبوب التي تستخدم لتخفيف أعراض نقص الأكسجين. حصلت عليها بعد تقديم مسرحية صامتة في إحدى الصيدليات (والتي لم يفهم أحد منها شيئاً) وانقذني الله بسائحة صينية من بكين، رغم محدودية إنجليزيتها، إلا أنها استطاعت توصيل رسالتي للصيدلي، وبقيت الجرعة محل نقاش لم أطمئن أني وصلت إلى المعلومة الصحيحة فيه، ولكني توكلت على الله وتناولت حبتين كل 12 ساعة حسب ما فهمت من الإنجليزي المفقع للأخت إضافةً إلى لغة الأشارة. وهنا درس عظيم: لا يتحدث أحد في التبت الإنجليزية، وهم أقل الناس فهماً للغة الإشارة، ولم استطع تركيب مترجم صيني بجهازي بسبب محدودية الانترنت في الصين (متجر قوقل للأندرويد مقفل، الفي بي إن الذي أرسله أحد الأصدقاء لم ينجح، قوقل تويتر فيسبوك يتويوب جيميل كلها محجوبة... ألخ)
محاولة أخيرة للهرب من الواقع الأليم للسكن

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
  1. [Lhatse Shigatse [152 km


الإنطلاق من لاتسي إلى شيقاتسي

[Lhatse Shigatse [152 km

قهوة ببودرة حليب الياك مع خبز ومربى كنت أرى عندهم أطباق أخرى لكن لا أجروء عليها
أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أنَزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌمّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النّاسِ وَالدّوَآبّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنّمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
تتم مراقبة السرعة في التبت بطرق بدائية جداً .. حيث يقوم السائق بالتسجيل في مكتب صغير عند نقاط التفتيش (المنتشرة بشكل مهول من قِبل الصيني المحتل) ثم يقوم الشرطي بإبلاغه أن السرعة ثمانين .. وفي المنعطفات ثلاثين .. وسيستغرق الطريق منك ساعة ونصف مثلاً ..
فإذا وصل قبل الوقت المحدد فجزاؤه أن يدفع عن كل دقيقة ثلاثمئة ين صيني!
وهناالسائق وهو يسجل بيانات الرحلة في المكتب
الوصول إلى وهي ثاني أكبر مدينة في التبت بعد العاصمة لاسا
معلومات عن المعبد كما وردت على تذكرة الدخول
من الآن وصاعداً .. أي شيء لونه ذهبي فهو ذهب خالص مهما كان حجمه
مدخل عتيق لبهو تجمع المنك (Monks) وهك لا يجتمعون في هذا المكان إلا في المناسبات المهمة، ولكل منهم مساحة خاصة به طوال حياته، لا يجلس عليها غيره. والمنك – يا رعاك الله - هو البوذي الذي يهب حياته للإعتكاف والذكر في المعبد، فيعيش فيه طوال حياته منفرداً أو مع جماعة في برنامج ممل جداً (كان ودي أنقذهم، ولكن أتوقع ن البوذية ستنقرض بسبب الآيفون، المنك صايرين لعّابين) والبرنامج ما بين تمتمة وذكر الجماعي وقيام على شؤون المعبد .. ولا ينزع هذا اللباس طيلة حياته .. ويزورأهله يوماً من الشهر .. أما مصدر رزقهم فهي التبرعات التي تنهال بشكل كبير من الزوار. والسبب في تحنثهم بهذه الطريقة وترتيلهم للأذكار هو محاولة الوصول إلى مرحلة التنوير الكامل (نير انا) .. والخروج من مرحلة الغفلة (سمسارا) .. وهم المسؤولون عن حفظ ونشر تعاليم بوذا.
والسبب في ارتداءهم لتلك الألوان (الأحمر الغامق والبرتقالي) هي أنهامشابهة لألوان للأوراق في فصل الخريف، فهي تذكرهم بالذبول وقرب الرحيل من الدنيا..
وحين سألت أحد البوذيين (بعد ما رأيت كمية الطفش) هل سبق وأن تراجع أحد المنك؟ فتخلى عن لباسه وعاد ليعيش حياة طبيعية؟! فتمتم في الجواب وقال أن هذا شيء نادر جداً ، وأنه لا يعرف سوى حالتين من هذا النوع، ويطلقون عليهم اسم شبيه بكلمة (المتراجع) وينبزونه بضعفالإرادة وهوان العزيمة.
وقد قل عدد المنك بشكل كبير بعد الاحتلال الصيني، وخوصاً المرحلة التي أعقبت الثورة الثقافية التي وقعت ما بين 1966 و 1968 (للمزيد: ويكبيديا )، حيث حُظرت الأديان والعبادة وأغلقت المعابد وهدمت الآثار، فبعض المعابد كان يتحنث فيها حوال3 آلاف منك، والآن لا يوجد فيه سوى 250 على أكثر تقدير. وفي العشر السنوات الأخيرة شرعت الحكومة في تضييقات جديدة على المنك، فلا يمنحون جوازات سفر، ولا يدخل أحد في هذا المسلك إلا بعد موافقات رسمية معقدة من إدارات الدولة.
وهنا صورة من النت لأحد اجتماعاتهم بنفس المكان
الزعفران يكبونه في الأرض حسبي الله عليهم في البداية فرحت حسبته رخيص، لكن طلع غالي
الطواف عندهم باتجاه عقارب الساعة، ولاحظو السبح ومشابهتها للتي نستعملها، وشتان
تذكروا هذه الكراعين جيداً
وهذا السمك إللي كنا حاطين الأمل فيه وأهل التبت، بالمناسبة، لا يأكلون السمك، ولا يعرفون طعمه، وسأذكر سبب ذلك لاحقاً
وهذا جنب السوق، يعني كل شيء فريش ما شاء الله ما في خوف وتظهرالأخت الفاغرة والكراعين التي أشرت إليها
اشتريت كمية صغيرة من الزعفران، ولم يكن رخيصاً
أثناء تجولي في السوق الشعبي لشيغاتسي، لفت انتباهي ولأول مرة وجود نساء يغطين رؤسهن، ورجال يلبسون طواقي بيضاء شبيهة بالتي نلبسها .. توقفت بلا مبالغة على كل من رأيته على تلك الحال أسأله في زحمة السوق؟ فلا أجد جواباً .. ولا أفهمهم ولايفهمون مني شيئاً .. وألقي السلام فيردون علي بطلب الاستيضاح وكأني أريد أن أشتري شيئا أو اسأل عن مكان .. حتى جربت إلقاء السلام على هذا الرجل الودود، وهو بائع في محل أجهزة منزلية صغير، فرد علي السلام (مكسراً) بدهشة وببهجة .. فطلبت أن يدلني فحملني على عربة معه يجرها دباب، وأوصى ابنه على محله، وانطلق بي إلى المسجد (وهو مسجد أبيض متوسط الحجم بجانب أحد أكبر المعابد البوذية في التبت) وانطلق في الحديث يحاول أن يقول أنه يتمنى الحج (ويمثل بيده اقلاع طائرة وهبوطها فيمكان بعيد) .. ثم يشير إلى قلة المال ..
الله أكبر
وصلنا المسجد فوجدناه مقفلاً .. فنادى إحدى المسلمات واسمها زينب ففتحته والصور التالية في فناء المسجد مع عمر الفاروق وسلمى وعابدة وبقية من أبناء المسلمين لا أذكر اسماءهم.. وهم صائمون، وعيدهم غداً، وجلست إحداهن تشرح لي كثيراً حتى فهمت أنهم سيجتمعون لصلاة العيد الساعة الثامنة حسب توقيت الصين ..
العبارات لا تصف ما رأيته، من حال هؤلاء في أقاصي الأرض، وكيف كان بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام يُؤذى في مكه ويوضع عليه سلا الجزور وهو ساجد عندالكعبة فتأتي فاطمة رضي الله عنها وهي يومئذ جارية فتحمله عن أبيها .. حتى أتم الله دينه.. ومكّن لنبيه .. فوصل نوره إلى هذه البقاع البعيدة التي لا يوصل لها إلا بجهد ومشقة .. وكنا قد قطعنا حوالي 700 كلم متر بين قرى متفرقة في أقاصي الأرض وليس فيها مطار.
ألبسني أحد الأطفال هذه العمامة
المنارة.. وخلفها المعبد .. وخلفها الأعلام التي نصبت للحظ والآلهة والنصيب
ما أسوأ ما يمكن أن يحصل؟ قزع؟ بأرجع السعودية وأحلق صفر رغم أني ما فهمت منهم كلمة، ولم يفهموا مني كلمة، إلا أني طلعت بأحسن حلاقة
لما رأيت هذا الفندق الفخم قدّرت أن يكون فيه بوفيه أنتقي منه ما أستسيغ أكله خصوصاً وأني محروم منذ عدة أيام، ولكن للأسف حتى في مكان كهذا، لا أحد يتحدث الإنجليزية، ولم أحصل على بغيتي.
شيقاتسي ليلاً ..

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
  1. الإنطلاق من شيقاتسي إلى قيانتسي


الإنطلاق من شيقاتسي إلى قيانتسي

استغليت الصعود لالتقاط صور واسعة للمدينة، وكان صوت الأهازيج والطبول التبتية يملأ المكان.. وقمت بتصوير فيديو رائع يحافظ على تفاصيل المشهد
ولندرة الغرباء في التبت عموماً .. فأنت محل تحاياً وبهجة جميع الأهالي وبكل الطرقات
لماشافني اصور راح نادى خويه
المطعم الوحيد إللي فيه منيو إنجليزي .. وواير لس! طلبت فيه خضار مسلوقة وكانت لذيذة
أبوالشباب هذه فجعني ما حسيت إلا ارتداد أنفاسه في قفاي وأنا أنظر من نافذة المطعم .. ثم جلس بجاني .. فلما اطمئن واستأنس .. طلب مني أن أريه صورة الدالي لاما من جوالي(وهو طلب ممكن يوديه في دهيه على أقل تقدير) .. فأخرجتها له من محرك بحث روسي ..فحنّ وخضع .. ثم تمتم ودمعت عيناه وأومأ بالسجود .. ثم وضع الشاشة على جبهته. تكملة القصة أني لما رجعت الفندق جاني اتصال من رقم غريب، رديت فلم يتكلم أحد، ثم أغلق الخط، وأغلقت معه أنفاسي، وبلعت العافية .. وجائتني رسالة حروف صينية قليلة ولم أجد من يترجمها .. ثم رآها نوربو فقال أنه متصل بالخطأ ويقول: آسف !! طيب رديا غبي !! اتصلت عليه بعدها كثير وكان يقفل الخط الزبدة: كنت في غنى عن كل هذا

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
الإنطلاق من قيانتسي إلى عاصمة التبت لاسا [Gyantse Lhasa [260 km
انهيارات على الطريق، وما أكثرها
وهنا،أيضاً، مخلوق آخر جميل .. إضاقةً لما سبق J
ليت هذه الصورة الرائعة لي ويظهر السائق الهادئ المحترف Dhundup
انهيارات أخرى .. الطريق على خطر وشيك
بحيرة يامدروك وهيبحيرة غريبة على ارتفاع 4,441 متر
مع السائق والدليل
فلتذهب زيلامسي إلى الجحيم
بدأنا فيالنزول .. لينتهي بنا المطاف إلى ارتفاع مدينة لاسا 3,650 متر
الجبل هذا رجعوه السعودية
وفّر إنشاء هذا النفق مئات الأميال، وكانوا يلتفون حول الجبال للوصول إلى لاسا

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان

وحين دخلت عاصمة التبت لاسا .. شعرت أني خرجت من التبت تماماً. اقرأوا تفاصيل الحياة السياسية كما أوردها مراسل الجزيرة أسعد طه في تقريره عن التبت.
يظهر قصر بوتالا متربعاً على الجبل، وسيأتينا الحديث عنه.
على هذا الجبل تقام مراسم الدفن السماوي يومياً .. حيث يقوم الأهل بحمل ميتهم ثم تقطيعه وتقديمه للطيور الجارحة التي تلتهمه بالكامل.. وذلك أن البوذيين يؤمنون بالحياة الآخرة .. ويعتبرون أن الجسد بمثابة فندق مؤقت للروح .. فيكون تقديم الجسد للطيور تضحية أخيرة في الحياة الأولى .. ويعتقدون أن هذه الروح ستعود بعد ثمان وأربعين يوماً لتحل في جسد آخر .. إنساناً كان أو حيواناً .. والغريب أنهم خلال هذا العمل يفصلون اللحم عن العظم .. ثم يقومون بتهشيم العظم وخلطه مع الجمجمة وتقديمه للطيور قبل اللحم .. حتى إذا فرغت الطيور من تناول هشيم العظم كاملاً فسحوا لها المجال لتأكل اللحم! وذلك ليضمنوا أن تأكل الطيور الجسد كاملاً. ومن مات دون الثامنة دفنوه دفناً مائياً، فقطعوه ورموه للأسماك في النهر، لذلك أهل التبت لا يأكلون السمك ولا يعرفون طعمه، لأنهم يعتقدون أن أكل للسمك هو أكل للبشر.
مدخل الحي الذي سكنت فيه، والذي تبين في ما بعد أنه حي المسلمين في لاسا.
رأيت كثرة الطواقي فاستبشرت بتناول اللحم الدجاج أي شيء
مدرسة أنشأتها الحكومة الصينية للمسلمين داخل فناء المسجد، كماأخبرني إمام المسجد الوقور يعقوب.
وصلت تذاكر قصر بوتالا .. وعليها موعد الدخول .. ويتاح لك ساعة واحدة فقط .. وإذا زدت عن ذلك .. تعاقب الشركة المستضيفة بحرمانها من دخول زائريها في اليوم التالي
بجوار قصر بوتالا الشهير، الذي يعود تاريخه إلى 1300 عام، تم اكتمال بناءه بعد وفاة الدالي لاما الخامس (والذي ذكرت جانب من سيرته في المقدمة) وفيه طبعة من يده على جدار مكتوب فيه وصية طويلة، وفيه أكثر من ألف حجرة، يصل سمك الجدار في بعض نواحيه إلى ثمانية أمتار، وقد صمد بكل صلابةأمام الكوارث البيئة وعوامل التعرية. أما الألوان فهي كبقية بيوت التبت، الأبيض ويرمز إلى السلام، الأحمر ويرمزإلى الحكمة، الأسود ويرمز إلى القوة. يتم صبغ القصر سنويا، حيث يتم سكب الدهان من أعلى الجدار فينزل تدريجياً للأسفل دون تدخل بالفرش أو غيره .. والصبغ يتكون من محتويات طبيعية وصخور توجد على ارتفاعات تتجاوز الأربعة آلاف متر.. يتم خلط اللون الأبيض بحليب الياك، والأحمر بالسكرالأسمر. التصوير ممنوع في الداخل ، وفي القصر من العجائب والطرائف ما لا يتسع المقام لذكره.
لا ينبغي أن نفوّت التميلح أمام هذا المعلم الشهير
فيه لمحات هندسية عجيبة
جبل الدفن السماوي يبدو واضحاً
الحي الممتلئ بالصينيين (عرقية الهان) والذين سعت الحكومة لتهجيرهم إليه للإخلال بالطبقة الديموغرافية للسكان .. إضافة إلى اشتراطات تحديد النسل للتبتيين .. وغير ذلك من الممارسات الظالمة لأهالي التبت
الصينيون لا يعرفون الطوابير ولا الانتظام فيها، لذلك كنت استخدم كوعي بكثرة. والصورة بعد الصعود في ممرات ضيقة إلى سطح القصر.
رسومات قديمة منذ 700 عام
التصويرغير مسموح داخل بوتالا، ولكن اكتفي بعرض هذه الصورة من النت لقبر وقفت عليه، وهو مطلي ب 590 كيلوجرام من الذهب الصافي، ومرصّع بما يقارب 100 ألف حجر كريم! وفي القصر غرفة بها صناديق لا تحصى، بداخلها تعاليم بوذا، مكتوبة بالذهب، مطلية بالسمحتى لا تفتك بها الحشرات. والعجائب في بوتالا لا تنتهي!
ثم انلطقنا إلى معبد جوكانق لا أحد ييدري كم قطعت هذه المرأة من كيلومترات حتى وصلت هذه المنطقة على ثلاث خطوات، وقوف وركوع وانبطاح، يسير الحجاج البوذييون في حركة بطيئة قليلة الإنجاز. وهو مشهدغريب لا يقدره سوى من تأمله، والصورة التالية توضح بعضاً مما أقول
هذه كلام لرحالة أمريكي قضى 12 سنة من حياته في التبت مراسلاً لناشونال قرافيك، ثم مرشداً سياحياً ومنظماً لرحلات تصوير فوتوغرافية، يقول: I came across these two young guys the otherday in the Golok region of Tibet. They are about a month into a 7 month longpilgrimage journey to Lhasa. Every 3 steps for the entire 1500 kilometers, theywill prostrate all the way to the ground. By the time they reach Lhasa, theirclothes will be in shreds, they will have worn through multiple pairs of shoes,their hair will be dreadlocked and their faces will be chapped from windburn. Ihave come across Buddhist pilgrims like this too many times to count and amalways amazed by their determination. مررت اليوم بهذين الشابين في إحدى مناطق التبت، وهم على وشك اكمال شهرهم الأول من رحلة حج تستغرق سبعة أشهر إلى عاصمة التبت لاسا. بثلاث خطوات هكذا لمسافة 1500 كلم، وهكذا ينخفضون فيلصقون وجوههم في الأرض، وفي الوقت الذي يصلون فيه لاسا ستكون ملابسهم قد تمزقت إرباً، ويكونون قد استهلكوا عدة أزواج من الأحذية، شعرهم سيكون ضفائر، وستتشقق وجوههم بفعل الرياح الباردة. لقد مررت بحجاج بوذيين على هذا النحو مرات كثيرة، وفي كل مرة اندهش بإرادتهم!
على أبواب المعبد
صادفت زيارتي وجود مناسبة دينية مهمة
أعلى رتبة في المنك الموجودين

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان
  1. طعمها مغري، وفيه لذعة، ورائحتها قوية وشبيهه بالزعفران..


ثم انطلقت إلى السوق
ولا كأنك إلا عند الحرم
نبتة غريبة لا تنبت إلا على ارتفاعات تتجاوز الأربعة آلاف متر من بعض قمم جبال التبت .. يزعم السكان أن لها فوائد صحية عظيمة .. وينصحون بتناول حبة واحدة يومياً أو غليها بالماء .. وهي منتشرة بشكل غير معقول وصورها تملأ شوارع لاسا .. غير أن سعرها مبالغ فيه جداً .. فهذه العلبة الصغيرة قيمتها أكثر من: 19 ألف ريال! اسمها العلمي: Ophiocordyceps sinensis وهذا واحد عارض 500 جرام للبيع في ايباي ب 9500 دولار بس
http://goo.gl/sejusZ دخلت أحد المحلات وفي يدي خمسين ين صيني، وطلبت أن يبيعوني قطعة واحدة من هذه النبتة لتجربتها، فأخرجوا لي علي امتعاض هذه القطعة من صندوق الجودة المنخفضة، لأن ذات الجودة العالية قد تصل القطعة الواحدة منها ثلاثة أضعاف المبلغ الذي عرضته لهم..

طعمها مغري، وفيه لذعة، ورائحتها قوية وشبيهه بالزعفران..

هؤلاء إذاً يتجادلون في مئات الألوف! ويظهر أن المسلمين مسيطرين على هذه التجارة. وهذه صورة لهم الصبح وهم في الحراج، يشترونها ليبيعوها في دكاكينهم.
من الحي المسلم .. والمسلمين أكثر ناس مسوين جو في الحياة الليلية ..فهذه البسطات تستمر لتبيع المأكولات حين يغلق كل شيء في لاسا

صلاة الجمعة وكعادة ما يحصل في كثير من الدول الإسلامية، يبدأ الإمام بكلمة قبل الخطبة والأذان، يتحدث فيها بلغة القوم، وعادةً ما تكون طويلة، ثم يؤذن المؤذن، فيصعدالمنبر ويلقي خطبة عربية مختصرة جداً
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
الأطفال يصطفون لجمع الهدايا بعد الصلاة
مأكولات خاصة يوم الجمعة
عبده يبيع لحم الياك المشوي اللذيذ
هذا شيء يتقاتل عليه الناس عندنا في رمضان
أما هذا الطبق فلا يوجد على منيو المطعم، والقصة أني أتيتهم قبل ذلك بيوم، وهو مطعم حلال، وأشرت إلى إحدى الوجبات في المطبخ (المنيو كله صيني) فصرت حديث أهل البلدة تلك الليلة، إللي يشوف العصاتين الخشبيتين في يدي يظن أني أعمل في مصنع نسيج وليس واحد ياكل نودلز .. المهم لما جيتهم مرة ثانية (والظاهر إني أصبحت مشهور بينهم) جاء صاحب المطعم، فأدخل رأسه بحجرة الطباخين وحدثهم بحديث لا أفهمه، الزبدة كان يقول لهم قطعوا له المكرونة وعطوه ملعقة لا يفشلنا

إبراهيم السرحان
إبراهيم السرحان

القصر الصيفي ( http://en.wikipedia.org/wiki/) لسماحة الدالي لاما الرابع عشر .. فيه حجرات عجيبة .. وهو آخر عهده بالتبت ومنه رحل إلى المنفى.
ممنوع إقحام الأندية في التعليقات
التصويركالعادة ممنوع بالداخل وهذه هدية للصديق البراء العوهلي، المغرم بجمع صور: (ممنوع التصوير)
عاد ذابحني الأدب هنا وأنا منزل الطاقية بعد ما أسأت الأدب (دون قصد) في المعابد السابقة طوال الطريق.
ولا أنسى حين خروجنا، ونحن ننظر إلى ساعة حائط خشبية داخل القصر كبيرة، تشير عقاربها إلى التاسعة، نظرإليها الدليل التبتي وكتم عبرته ثم قال: المنك يقولون أن الدالي لاما غادر القصرإلى المنفى الساعة التاسعة، وقد تجمدت بعد خروجه!
أثناءتجولي بالليل، أعجبتني مقاعد هذا المطعم، فهي منشرحة ومريحة.
هذا الرجل اعترضني في الطريق وسألني عن جنسيتي فلم أجبه، ثم سألني عما إذا كنت مسلم فأجبت بنعم، فاحتضنني فجأة بحرارة وأدخلني إلى محله، ثم جلس يحاول أن يقول ما يقوله يقوله بلغته الإنجليزية المحدودة، تبادلنا الأرقام، وودعته وفي قلبي مرارة أني لم أصرف وقتاً أطول معه.


خصم يصل إلى 25%