1. العرب وثقافة التقييم

العرب وثقافة التقييم

كثير هي المواقع السياحية التي تمارس دور الدلالة على كل ما من شأنه يفيد السائح باختلاف ميوله وعاداته بل ودينه أحياناً، وسواء كان هذا الدور لأغراض مادية أو تثقيفية أو غيرها، فإن القرار مآله بيد السائح الذي بدوره يحدد ما يريد، وكي يمارس دوره فهو بحاجة إلى عدة عوامل تساعده في اتخاذ قراره بارتياح واطمئنان، يهمنا منها عامل التقييم أحد العوامل الرئيسة في هذا الجانب.
وبنظرة بسيطة إلى المواقع التي تقوم بعمل الحجوزات للفنادق أو السيارات مثلاً، نجد السائح الغربي يمارس دور التقييم وبقوة، ساعده في ذلك الشفافية الواضحة لدى هذه المواقع ليشارك بتجربته ويبق الحكم للقارئ، والسؤال هنا: هل السائح العربي يمارس ذات الدور؟ الإجابة، لا. وحتى تكون الإجابة أكثر دقة أقول: نعم، ولكنها مشاركة ضعيفة جداً لا تسمن ولا تغني من جوع، ويؤكد ذلك أو ينفيه زيارة أيٍ من تلك المواقع، بل هناك مجموعة تقييمات لعرب كتبت بلغة أجنبية!! ..
المشكلة أن هناك اختلافات كثيرة جداً على مستوى الدين، والعادات والتقاليد بين الشعوب الغربية والشعوب العربية لا يمكن معها الاعتماد على التقييم الغربي بدون تفحص، فمثلاً أحدهم قيَّم فندقاً تقييماً متدنياً، لماذا؟ لأن أحد جوانب الفندق قريب من مسجد وصوت الأذان يزعجه!! وآخر حصل على تقييمٍ عالٍ من أحدهم، ذكر أن الفندق تعامله راقٍ وذلك أنه بسبب خطأ في نوعية الغرفة تم ترضيته بزجاجة خمر نسأل الله العافية. فمثل هذه التقييمات حقيقة مشكلة؛ إذ أنها ترفع أو تخفض من مستوى التقييم، فما الحل إذن؟ الحل أن يبتعد السائح العربي عن السلبية وليكن له دور إيجابي في إفادة غيره كما سيفيد هو من تقييم غيره وليحتسب ذلك عند الله لينال الأجر قبل الشكر.
أخيراً .. عند التقييم تذكر أنها شهادة ستسأل عنها فلا تكتب إلا الحق، وليكن تركيزك على ما يهم أخوتك، وتذكر كيف كانت مشاعرك عندما رغبت عمل حجز لدى فندقٍ ما ولم تجد تقييمات تنفعك، إنها نفس مشاعر أخيك عندما لم يجد تقييمك لفندقٍ سبق وأن سكنته.
في الختام ليكن شعارنا في عالم السياحة: معاً لإحياء التقييم العربي
ابن صاهله