حين فكّرتُ بأن أزور البلدينِ معا .. ماليزيا وتايلاند ..!
بحثتُ عن البدائل المتاحة .. الطيران لم يكن مناسبا لي .. فلم أتقبّل فكرة أن أعود من لانكاوي إلى كوالالمبور ومن ثمّ الطيران إلى بوكيت .. ليس هناك رحلات جويّة مباشرة.!
سألتُ عن رحلة بحرية مباشرة من لانكاوي إلى بوكيت ولم أجد إجابة واضحة وبالبحث في الإنترنت يبدو أنها غير متوفرة أيضا ..!
فكان البديل الثالث وربما الأخير ..
رحلة بحريّة قصيرة من لانكاوي إلى سَتون في جنوب تايلاند ومن ثمّ الانتقال بالحافلة إلى بوكيت في رحلة تستغرق ثماني ساعات بالتمام والكمال ..!
لم تتوفّر لديّ معلومات كافية عن هذا البديل ..
فكّرتُ بأن أقدّم تقريرا خاصّا عن هذه الرحلة .. لتقديم معلومات قد تهمّ أحدكم ..
حين وصلتُ لانكاوي سألتُ عن طريقة حجز رحلة ستون فقالوا لي بأنّ عليك التوجّه للميناء عند ميدان النّسر للحجز ..
فهمتُ من الموظفة بأنّ هناك ثلاث رحلات لسَتون في اليوم ..
في التاسعة صباحا ..
وفي الواحدة ظهرا ..
وفي الخامسة مساء ..
قيمة التذكرة في اتجاه واحد 30 رينجت ..!
طلبوا منّي جواز السفر للتأكد من البيانات .. ومن وجود تأشيرة دخول تايلاند لحاملي الجوازات المطلوب منها تأشيرات مسبقة ..!
حجزتُ رحلة التاسعة صباحا .. لأتمكّن من مشاهدة المناظر والوصول لبوكيت في أول المساء ..!
في اليوم المحدّد وصلتُ إلى الميناء في الثامنة والثلث تقريبا .. أغلب المسافرين من جنسيات أوربيّة .!!
لم تبدأ الإجراءات إلا قبيل التاسعة ..
وأيضا كانت الإجراءات بسيطة وعمليّة وبدون تعقيدات ..
القارب يبدو مستهلكا .. وبحاجة لصيانة خارجيّة ليبدو أكثر جاذبية!
لكنّه في النهاية يفي بالغرض .. وآمن ..!
وصلنا في أقل من ساعة واحدة ..
كانت المناظر جميلة جدا .. عند مغادرتنا لانكاوي ..
لم أشعر بالطريق .. كنتُ أقفُ في مؤخرة القارب متأملا الجزر الصغيرة المتناثرة ..! كان معنا في الرحلة مجموعة من الجزائريين الذين يحملون الجنسيّة الفرنسيّة ..
إجراءات دخول تايلند أيضا لم تكن معقدة ..
لكنّ القلم يخذلني ثانية .. أبحثُ عنه فلا أجده ..!
ليست المرّة الأولى التي أضطر لأن أطلب قلما من أحدهم لتعبئة استمارة دخول بلد ما ..!
الشرطّي مسلم واسمه محمّد .. ابتسامته تخفّف عنك أي توتّر ..!
ذلك التوتّر الذي يداهمك وأنت تطأ بلادا جديدة ..
طلب منّي أن أقرأ الفاتحة .. تردّدتُ لكنّه بدأ بقراءتها فأكملتها معه ..
انتهت الإجراءات بسرعة كبيرة ..
أهلا بكم في تايلاند ..
في الجوار يمكنك قص تذاكر الحافلات إلى بوكيت ..! كما ويمكنك تأجير سيّارة خاصّة أظنها بستّة آلاف بات .. هكذا مكتوب في اللستة الطويلة في خلفيّة المكتب ..
قطعتُ التذكرة ب750 بات .. وبدأت رحلة الثماني ساعات ..!
رحلة متعبة ومنهكة .. لكنّها ممتعة أيضا ..!
أحيانا .. علينا أن نتعب لنستمتع ..
كان موقعي استراتيجيّا .. كنتُ أطمعُ أحيانا فأتمنى لو أكون في الناحية الأخرى من الحافلة .. تبدو لي المناظر أجمل ..!
كان من الملفت المساجد المتناثرة على طولِ الطريق ..
وتقلّ كلما تعمّقنا في الأراضي التايلانديّة مبتعدين عن ماليزيا ..!
في كرابي كانت المشاهد أجمل ..! نزل بعض الأوربيّين هنا ..
وأكملنا طريقنا .. لا أخفيكم مشاهدُ الطريق في كرابي تشجعني لأن أضعها في قائمة الانتظار الطويلة حيثُ مدن كثيرة أحلمُ بزيارتها ..!
لن أكرّر هذه الرحلة الثانية ..
لكنّي لستُ نادما عليها .. لأنّها تجربة .. وقد جرّبتُ التجربة ..
وتذوّقتُ حلاوتها ومرّها ..!
هل أنصحُ أحدا بها .؟!
نعم ..
تجربة مختلفة ..
لكن لمرّة واحدة ..!