سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
mharwil
14-12-2022 - 03:22 am
  1. مقاهي دمشق شاهد حي على حياة الكتّاب وتحولاتهم 2011-03-29

  2. أولا- المنتديات الأدبية

  3. ثانيا-المنتديات السياسية

  4. ثالثاً: المنتديات الاجتماعية:


مقاهي دمشق شاهد حي على حياة الكتّاب وتحولاتهم 2011-03-29

اختلفت الروايات التي أوردها المؤرخون حول تاريخ وصول البن وانتشاره في دمشق،فالمؤرخ أديب الحصني صاحب كتاب(منتجات التواريخ لدمشق)
يروي لنا قصة أول من جلب القهوة إلى دمشق وذلك أثناء ذكره لوفيات سنة 909 ه/1503 م هو الشيخ(أبو بكر بن عبد الله الشاذلي المعروف بالعبدروسي) حيث يقول: «وفي سنة تسع وتسعمائة هجرية مات بدمشق نزيلها الشيخ الصالح العارف بالله تعالى أبو بكر بن عبد الله الشاذلي المعروف بالعبدروسي،مبتكر القهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن وكان أصل اتخاذه لها أنه مر في سياحته بشجر البن فاقتات من ثمره حين رآه متروكا مع كثرته فوجد فيه تجفيفا للدماغ واجتلابا للسهر وتنشيطاً للعبادة فاتخذه قوتا وطعاما وشرابا وأرشد مريديه وأتباعه إلى ذلك».‏
انقسام العلماء في دمشق حول شرب القهوة ككل شيء مستحدث جديد..لم يكن سبيل القهوة إلى دمشق معبداً بالورود، فقد انقسم علماء دمشق وفقهاؤها حول مسألة شرب القهوة،ويحدثنا الدكتور محمد الارناؤوط في مقالة كان نشرها في مجلة الجيل اللبنانية عن هذه المسألة نعرض بتصرف أهم ما جاء فيها: «أدى انتشار شراب القهوة في دمشق إلى انقسام المجتمع المحلي إلى قسمين قسم منه معاد لشربها وأصدر فتاوى بتحريمها وكان أشهرهم الشيخ محمد الحسيني والشيخ يونس العيثاوي اللذين طلبا مع مجموعة من العلماء في السلطنة من السلطان العثماني (سليمان القانوني) أن يأمر بتحريم القهوة وإغلاق المقاهي،فأصدر السلطان فرمانا ينص على تحريم القهوة وإغلاق المقاهي في جميع أنحاء السلطنة سنة 359 هجرية/1451 ميلادية وبعد وفاة السلطان المذكور عام 479 هجرية/6651 ميلادية أعيد فتح المقاهي في جميع أنحاء السلطنة.
أما القسم الآخر وهو المؤيد والمحلل لشربها فكان يتزعمه الشيخان نزيلا دمشق وهما:الشيخ علي بن عراق والشيخ أبو الفتح المكي التونسي،وقد أيدهم بعض شعراء دمشق فألفوا قصائد مدحوا فيها شرب القهوة».
مساهمة ولاة دمشق في تأسيس المقاهي بعد أن خسر الفريق المعارض لشرب القهوة انتشرت المقاهي في جميع أنحاء المدينة وخاصة في منتصف القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي،وقد ساهم في ذلك ولاة دمشق حيث بنوا العديد من المقاهي في المدينة في ظاهرة أشبه بالمنافسة. وكان أشهرهم الوالي(درويش باشا) الذي بنى مقهى بالقرب من سوقه وجامعه الشهيرين وذلك سنة 189 هجرية /2751 ميلادية سمي فيما بعد مقهى الدرويشية. ثم جاء بعده الوالي سنان باشا فأمر سنة 599 هجرية/6851 ميلادية ببناء مقهى بالقرب من جامعه وسوقه المعروفين،وقد ذاع صيت هذا المقهى فيما بعد وقيل عنه بأنه من أجمل مقاهي دمشق لترتيبه ونظافته واتساعه.
أما الوالي (أسعد باشا العظم) فقد بنى العديد من المقاهي في أنحاء المدينة وقد عرف منها(مقهى الشاغور) الذي بناه سنة 9611 هجرية/0571 ميلادية بالقرب من مقام الشيخ السروجي،وبنى أيضا مقهى في محلة باب مصلى بالقرب من جامعها الشهير،وبنى أيضا مقهى في محلة باب السريجة. ثم تابع بعدهم كبار قادة الجيش والفرق العسكرية المقيمون في دمشق بناء عدد من المقاهي ففي حي الميدان مثلا بنى الدفتردار أي (محاسب ولاية دمشق) فتحي القلاقنسي مقهى بالقرب من حمامه المعروف ب (حمام فتحي)،وبنى الأمير حسن كتخدا التركماني(وهو جد آل العظمة في دمشق) عدة مقاه في حي الميدان عرف منها مقهى في حي زقاق الوسطاني،ومقهى آخر في زقاق الجواني.
المقاهي الشهيرة أيام زمان عرفت في دمشق مقاهٍ عريقة مثل(مقهى العصرونية) قرب قلعة دمشق والذي استقدم في نهاية الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي فنانا وممثلا ومغنيا فرنسيا ذائع الصيت يدعى(مالديس) قدم فيه عدة حفلات فنية. وعرف أيضا (مقهى سوق الخيل) و(مقهى المناخلية) عند باب المناخ،و(مقهى الشيخ محمد اليتيم )في السويقة المحروقة. وكانت هناك أيضا مجموعة من المقاهي المنتشرة ضمن حدائق ومنتزهات دمشق،ففي محلة باب توما عرفت مقاهي(حديقة الأفندي)و(حديقة الصوفانية) وفي منطقة المرجة كانت هناك عدة مقاهٍ وأشهرها مقاهي(عين القصارين) ومقاهي(بين النهرين)المنتشرة على امتداد ضفتي نهر بردى من المرجة وحتى بساتين النيربين.
مقاهي دمشق عند الرحالة الأوربيين زودتنا كتب الرحالة الأوربيين الذين أموا دمشق في القرن التاسع عشر بمعلومات غنية عن مقاهي دمشق كالرحالة الانكليزية (الليدي استانهوب) التي قامت برحلتها إلى الشرق عام 0181 فكتبت تقول: «وفي المقاهي يتربع الدمشقيون بوقار على مصاطب غطيت ببسط خشنة يدخنون النارجيلة أو يرتشفون القهوة المعطرة بالعنبر الأصفر الذهبي في فناجين صغيرة،وإذا ما عطش الزبائن يستوقفون سقاءً عابراً أو بائع الجلاب أو العنب،ومن حين لآخر يتصدر(الحكواتي) المقهى ويشرع في سرد حكاية من حكايا ألف ليلة وليلة..».
وهناك أيضا رحالة انكليزي يدعى (تشالز اديسون) كان زار دمشق في شهر تشرين الأول من عام 5381 وأعجب بدمشق وأطلق عليها اسم-باريس الشرق-لكثرة وأناقة المقاهي التي كانت توجد فيها. مقاهي دمشق في عصرنا الحاضر تطور عمل المقاهي كما مر معنا سابقا كان دور المقهى في الماضي مقتصرا على تقديم القهوة ثم الشاي وبعض المرطبات،ثم أصبح مكانا للهو بالنرد أو الشطرنج. ثم أضاف أصحاب المقاهي (الحكواتي) الذي يروي لرواد المقهى القصص الشائقة والسير التاريخية مما زاد تعلقهم بالمقهى وواظبوا على الحضور لمتابعة تلك القصص يومياً،وهناك عنصر آخر أضيف للمقهى وهو (الكركوزاتي) الذي كان يقدم فنا جميلا عرف بخيال الظل،ثم قدمت في بعض المقاهي العروض المسرحية المنوعة لفرق أجنبية وعربية ومحلية.
شهد الربع الأخير من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ظهور المزيد من الاكتشافات والاختراعات مما أدى إلى تطور عمل المقاهي فاختراع القطار ثم السيارات ساعد على تنشيط حركة التنقل بين البلدان،فانتعشت السياحة وحضرت عدة فرق فنية إلى دمشق وقدمت عروضاً غنائية وتمثيلية زينت الليالي،حيث قدمت عروضها في المقاهي والمسارح.وساعد ظهور الكهرباء في دمشق وإيصالها إلى جميع أنحاء المدينة على دخول آلات العرض السينمائية إلى المقاهي وكان أول من جلبها هو حبيب الشماس صاحب مقهى ومسرح زهرة دمشق في ساحة المرجة وذلك في عام2191 وأخذت تلك الآلة تعرض صوراً متحركة فذهل الجالسون في المقهى من هذا الاختراع الجديد. تخصصت مقاهي دمشق في تقديم عروضها وأصبح كل مقهى يقدم عرضا اشتهر به فمثلا كان(مقهى النوفرة) يقدم-الحكواتي-حيث يروي لرواد المقهى قصص الزير سالم وعنترة بن شداد والظاهر بيبرس ومن أشهر الحكواتية الذين عملوا فيه(أبو علي شاهين وأبو محمد الحكواتي وأبو كامل عمار وأبو حاتم ورشيد الحلاق وغيرهم).
أما عروض (خيال الظل) فقد اشتهرت به العديد من مقاهي دمشق وغوطتها وقد برعت أسرة (آل حبيب) في دمشق بتقديم ذلك الفن،وكان أشهرهم محمد وعلي حبيب وأولادهما،ثم برع من بعدهما حفيداهما(أبو صياح وأبو شاكر) اللذان كانا يقدمان عروضهما في مقهى النوفرة ومقاهي حي الميدان ومقاهي الغوطة دمشق،وقد برع أيضا بهذا الفن(أبو عزت الكركوزاتي) الذي كان يقدم عروضه في مقهى العمارة. واختصت أيضا بعض المقاهي في المدينة بتقديم عروض لرياضة المصارعة وعرف منها(مقهى الشيخ حسن) في السويقة،و(مقهى البلطجية) في حي القنوات،و(مقهى قصر البللور) في حي باب توما وأشهر من قدم عروض تلك الرياضة هو المصارع العالمي (صائب العظم) (1881-2691).
وقد قدمت بعض المقاهي عروضا للسيف والترس، وأخرى قدمت عروضا للرقص والغناء مثل(مقهى كريستين) في ساحة المرجة و(مقهى العباسية) على ضفة بردى قبل أن يهدم ويبنى مكانه بناء فندق سمير أميس الحالي. وهناك مقهى وحيد في دمشق استقدم لأول مرة (طاولة البلياردو) وهو (مقهى الديمتري) في ساحة المرجة وصاحبه يدعى (ديمتري كاره) وهو رجل يوناني الأصل.
منتديات مقاهي دمشق لم يقتصر دور المقاهي على مرتع يقصف فيه اللاهون بل تعداه إلى نشاط اجتماعي أفرز سلوكا وفكراً جديداً وحالة ثقافية مرموقة أنتجت أدباً خالداً،وحفلت المقاهي:فعاليات سياسية سطرت بحروف من ذهب تاريخ دمشق وسوريا والأمة جمعاء،ونستعرض فيما يلي أوجه المنتديات الفكرية على مختلف الأصعدة.

أولا- المنتديات الأدبية

فمنذ عقد العشرينات وحتى الستينات من القرن العشرين،نشطت في بعض مقاهي دمشق حركة الأدباء والشعراء والصحفيين،مما أفضى إلى نشوء مجالس شكلت منتديات أدبية حقيقية،ومن أشهر تلك المقاهي(مقهى الكمال) في ساحة المرجة(الذي انتقل فيما بعد إلى بناء سينما غازي) حيث كان يجتمع فيه لفيف من الأدباء عرف منهم المربي والشاعر الفلسطيني خليل السكاكيني والأديب والصحفي معروف الارناؤوط والصحفيان محمد واحمد كرد علي والصحفي نجيب الريس والشاعران شفيق جبري واحمد الصافي النجفي.
وهناك مقهى آخر وهو (مقهى الحاج علي) الذي يقع في شارع بغداد ومن رواده في الثلاثينات كل من :الشاعر شفيق جبري ومعروف الارناؤوط ونجيب الريس وظافر الاتاسي والمخبر الصحفي عمر نبهان الذي كان يزود الصحف والمجلات بالأخبار السياسية والثقافية. ثم افتتحت في نهاية الثلاثينات مقاهٍ جديدة كانت موئلاً للأدباء والشعراء كان أشهرها(مقهى البرازيل) الذي افتتح في شباط من عام 9391 في الجهة الشرقية من شارع فؤاد الأول(بور سعيد) وعرف من رواد هذا المقهى الشعراء والأدباء: (سعيد الجزائري ويوسف العيسى ونزار قباني والشاعر محمد الحريري وزكي الارسوزي والشاعر وصفي القرنفلي وشاكر مصطفى ود. عبد السلام العجيلي وفؤاد الشايب وسامي الدروبي وغيرهم).
وفي منتصف الأربعينات وبالتحديد عام 5491 افتتح مقهى جديد عرف ب (مقهى الهافانا) وكان يقع مقابل (مقهى البرازيل) وعرف من رواد هذا المقهي الذين كانوا سابقاً من رواد مقهى البرازيل الشعراء والأدباء: (محمد الحريري ومحمد الماغوط وأدونيس وشوقي بغدادي ومصطفى بدوي وأحمد الجندي ونديم محمد وسعيد الجزائري وعادل أبو شنب ونسيب الاختيار واسكندر لوقا وشاكر مصطفى وغيرهم). وقد نظم هؤلاء في تلك المقاهي قصائد خالدة،وكتبت فيها العديد من القصص والمقالات الرائعة.

ثانيا-المنتديات السياسية

وقد شهدت بعض مقاهي دمشق في نهاية العهد العثماني العديد من الاجتماعات الوطنية والسياسية وذلك بعد إعلان الدستور العثماني عام 8091،ففي ذلك العام أعلن تشكيل (جمعية النهضة العربية) رسميا بعد أن كانت سرية عند تأسيسها عام 6091 في (الأستانة) من قبل مجموعة من الطلبة السوريين الذين كانوا يدرسون فيها ومنهم لطفي الحفار ومحب الدين الخطيب وصلاح الدين القاسمي ثم انتقلت تلك الجمعية إلى دمشق. أقامت الجمعية حفلا بمناسبة إعلان تشكيلها في (مقهى القوتلي) بحي السنجقدار،وقام أعضاء الجمعية بإلقاء العديد من الخطابات طالبوا فيها ببث الروح القومية العربية بين الأهالي وطالبوا بحقوق الأمة العربية. وفي عهد الانتداب الفرنسي اتخذ الوطنيون أيضاً(مقهى القوتلي) مركزا لاجتماعاتهم وقادوا منه المظاهرات وإعلان الإضرابات في المدينة،وأشهرها التي قامت عام 2291 احتجاجا على اعتقال د. عبد الرحمن الشهبندر ورفاقه الوطنيين الذين أعلنوا أول انتفاضة وطنية في عهد الانتداب وذلك بمناسبة وداع (المستر كراين).
ومن المقاهي الدمشقية التي عقدت فيها الأحزاب السياسية اجتماعاتها أو مؤتمراتها التأسيسية(مقهى العباسية) الذي عقد فيه اجتماع تأسيسي ل(حزب الشعب) عام 5291 ويعتبر هذا الحزب أول حزب وطني تأسس في عهد الانتداب الفرنسي وقد أسسه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر وفارس الخوري وحسن الحكيم وغيرهم. وفي الفترة ما بين 4-6 نيسان من عام 7491 عقد المؤتمر القومي الأول التأسيسي لحزب البعث العربي وذلك في مقهى الرشيد الصيفي (اللونابارك سابقاً) الذي كان يقع في شارع 92 أيار (بناء المركز الثقافي الروسي الحالي). درج السياسيون والعسكريون على ارتياد مقاهي دمشق منذ العقد الثاني من القرن العشرين عرف منهم كما ذكر لي الأستاذ عدنان الجوهرجي نقلا عن والده الصحفي-محمود جوهرجي-(صاحب مجلة سمير الشبان الوطنية الساخرة الذي اصدرها عام 4291 في دمشق)بأن الأمير فيصل بن الحسين والقائد (يوسف العظمة)و(د. عبد الكريم العائدي) مدير شرطة دمشق،والعقيد حسني الزعيم( قبل أن يعود إلى الجيش) كانوا من رواد مقهى الكمال القديم،وذكر بأن الرفيق خالد بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري ورفاقه نبيه رشيدات ورئيف خوري كانوا أيضاً من رواد (مقهى الكمال القديم).
أما أشهر رواد (مقهى البرازيل) من السياسيين في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين فهمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيزكي الارسوزي وصدقي إسماعيل وميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وأكرم الحوراني وغيرهم). ويذكر الأستاذ نصر الدين البحرة في خاطرة (مقهى الدومري) التي كان ينشرها في جريدة الدمومري الدمشقية بأن العقيد أديب الشيشكلي كان يعرج أحياناً على مقهى البرازيل. ويتحدث الأستاذ غسان الإمام عن ذكريات مقهى البرازيل في مقالة نشرت له في جريدة تشرين قائلاً: «بأن رواد مقهى البرازيل السياسي يعرفون موجز الأخبار من ملامح وجه بائع الصحف الذي يبسط على مدخل المقهى قبل أن يشتروا منه صحف الصباح».
شخصيات سياسية عربية في مقاهي دمشق ومن الشخصيات السياسية العربية التي نفيت الى دمشق في عهد الانتداب الفرنسي والذين كانوا يرتادون مقاهي دمشق المرحوم الحبيب بورقيبة (الذي أصبح رئيساً للجمهورية التونسية بعد الاستقلال) وكان يرتاد مقهى البرازيل. وذكر أيضاً بأن الشاعر بيرم التونسي كان يرتاد المقاهي الدمشقية، وأيضاً الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي كان يرتاد عدداً من المقاهي الدمشقية في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، ففي عام 4491 كان الجواهري يرتاد (مقهى العربي) في ساحة المرجة وكان يلتقي الصحفي سعيد الجزائري في أكثر الأوقات، وفي عام 6591 كان يجتمع في (مقهى الهافانا) مع نفر من الشباب العراقي الذين فروا من طغاة العراق إبان الحكم الملكي (21).

ثالثاً: المنتديات الاجتماعية:

1-مقاهي أصحاب الحرف عرفت بعض مقاهي دمشق بأن روادها كانوا من أبناء الحرفة الواحدة حيث كان يجتمع فيها أرباب العمل مع عمال مهنتهم البحث في أمور العمل أو طلب بعض العمال ومن تلك المقاهي (مقهى النجارين) في حي الشاغور قرب مقام السروجي، و(مقهى الحمام) في سوق السنانية وكان يرتاده بائعو الطيور. أما أصحاب حرفة الخبازة فكانوا يجتمعون في (مقهى البخاري) الواقع في سوق التبن، وكان للعمال مقهى خاص بهم في سوق العتيق ويدعى (مقهى العمال) وقد خرجت منه مظاهرة وطنية عمالية في الثلاثينات من القرن العشرين في عهد الانتداب الفرنسي طالبت بزيادة الأجور وتأسيس نقابات مهنية.
2- مقاهي أبناء المدن السورية وعرفت بعض مقاهي دمشق بروادها ن أبناء المدن والقرى السورية من المقيمين في دمشق أو من زوارها، فمثلاً كان لأبناء أهالي دير الزور مقهيان الأول عرف ب (مقهى الديرية) وكان يقع عند نزلة-جوزة الحدباء-في منطقة (البحصة) بعد جامع يلبعا، وكان مقهى شعبياً كراسيه من القش بلا مساند، ثم انتقلوا بعدها الى (مقهى الشام) الذي يقع في شارع 92 أيار. أما أبناء منطقة جبال القلمون فكان لهم مقهى خاص بهم عرف ب(مقهى القلمون) بالقرب من كراج القلمون في حي العمارة بدمشق.
3- مقهى للصم والبكم (الخرسان) وكان أيضاً لأبناء دمشق وضواحيها من الصم والبكم (الخرسان) مقهى خاص بهم في الخمسينيات من القرن الماضي وكان يدعى ذلك المقهى ب(مقهى العون بالله) ويقع في بناء العابد الشهير القريب من ساحة المرجة وكانوا يجتمعون به للتسلية أو للتعارف فيما بينهم، ثم ألفوا في هذا المقهى رابطة خاصة بهم دعيت ب(رابطة الخرسان) لحل المشاكل التي يتعرضون لها. بداية انحسار رواد المقاهي منذ مطلع الستينات بدأ انحسار رواد المقاهي وخاصة في المساء، وتم إغلاق عدد كبير منها وذلك لعدة أسباب لعل أهمها هو بداية البث التلفزيوني عند تأسيس التلفزيون السوري عام 0691 وانتشار أجهزة التلفزيون في المنازل، وقد حاول أصحاب المقاهي إدخال أجهزة التلفزيون الى مقاهيهم من زجل استعادة زبائنهم ولكن محاولتهم هذه باءت بالفشل، ثم زاد انتشار (جهاز الفيديو) من هموم أصحاب المقاهي في منتصف الثمانينيات. وفي التسعينات شهدت المقاهي بعض الانتعاش فقد ارتاد كثير من الادباء والمثقفين والصحفيين الشباب عدداً من مقاهي المدينة عرفت بمقاهي المثقفين ومنها (مقهى الروضة) في شارع العابد و(مقهى الكمال الصيفي) عند شارع المتنبي، وقد تضامن هؤلاء المثقفون عندما قرر صاحب مقهى الهافانا تحويله الى محل لبيع الألبسة الجاهزة، فأعيد فتح المقهى بعد أن جهز بأحدث الديكورات، وأصبح معظم رواده من الأدباء والشعراء والصحفيين.‏
تحياتي


التعليقات (2)
النورس العربي
النورس العربي
يعطيك الف عافي ياغالي ..
موضوع رائع جدا ...
فعلامقاهي دمشق لها تاريخ عريق وخاصه القديمه منها ..
تحياتي ..

nanaabuabed
nanaabuabed
ماشاء الله تقرير جميل بجد عن اجمل المقاهي
مقاهي دمشق القديمة
بارك الله فيك اخي مهرول
ويعطيك العافية على التقرير المميز


خصم يصل إلى 25%