تونس العاصمة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
17-10-2022 - 08:56 pm
  1. الصغار يفرحون و الجيوب تحزن

  2. عاداتنا و تقاليدنا

  3. طلبات العيد كثرت

  4. التداين شر لا بد منه


مازال شهر رمضان الكريم بشهواتها و نزواتها ينهش جيب المواطن التونسي، رغم التذكير مرارا و تكرارا بأن رمضان هو شهر صوم و تقوى و عبادة لا ملذات، حتى اطل العيد كالجني الصغير يقول للعائلات التونسية "شبيك لبيك ملابس العيد بين يديك" لكن هذه المرة لن يغدق هذا الجني الهديا مجانا بمجرد امنية بسيطة، بل بمقابل باهظ لبعض الجيوب و رحيم لميزانية آخرين و في جميع الأحوال يبقى اقتناء ملابس العيد للصغار ضرورة يمليها الواجب العائلي حينا و التقاليد المتوارثة أحيانا أخرى...
اختناق حركة المرور و زحمة الناس و محلات لم تعد تتسع لزبائنها و زوارها واستنفار بين اوساط الباعة هكذا ترتسم ملامح العاصمة التونسية و ضواحيها كل ليلة قبل ايام قليلة من حلول عيد الفطر، إيلاف نزلت الى الشارع التونسي و رصدت انطباعات مجموعة من التونسيين حول عيد الفطر و المصاريف المتأتية عنه.

الصغار يفرحون و الجيوب تحزن

مراد 40 سنة موظف و له طفلان، سألناه عن مصاريف لملابس العيد فقال «لقد كلفتني ملابس الأولاد قرابة 200دينارا رغم انني حاولت قدر المستطاع الضغط على الميزانية وهذا المبلغ الذي انفقته يعتبر زهيدا بالمقارنة مع الأسعار المعروضة، كما انني لم اقصد المحلات الراقية التي تكتوي بنارها جيوب الطبقة المتوسطة" ولما سألناه عن امكانية تجاوز هذه العادة اذا كان "جيبه" لا يسمح بذلك، قال مبتسما " هل تستطيع أم او أب أن تترك أبناءها دون ألبسة جديدة أمام أقرانه، حتى لو نجوع نحن، فعندما يفرح أبناءنا نفرح نحن رغم أن جيوبنا تحزن كثيرا!!".

عاداتنا و تقاليدنا

موقف مراد لا يختلف كثيرا عن بقية المواقف مع اختلاف بسيط حول حسن التصرف في الميزانية المخصصة من دونه او من جهة الحجج التي يسوقها البعض لتبيان ضرورة الالتزام بهذه التقاليد. في هذا السياق ترى زينب و هي ربة بيت في العقد الثالث من العمر " حتى و ان تخليت عن حلويات العيد او اكتفيت ببعض المقروض و الغربية فإنني لا يمكن ان افكر يوما ان اترك أولادي دون ألبسة جديدة، هذه عاداتنا و تقاليدنا توارثناها أبا عن جد، و لا يوجد أي سبب يجعلنا نترك ذلك الآن". ثم ختمت ضاحكة "ولله لا تقطعنا عادة".

طلبات العيد كثرت

طلبات العيد كثرت و العائلات التونسية أصبحت تحت ضغط الأولاد من جهة و وسائل الإعلام و الاتصال من جهة أخرى، هذا ما أكده محمود وهو كهل في السبعين من العمر، متقاعد و له ستة أحفاد، يروي كيف كانت أعياد السنوات الخوالي بألم و حسرة فيقول" كل هذا البهرج و الماركات العالمية لم تكن موجودة، أما بالنسبة لحلويات العيد كان كل شيء يعد في المنزل بل انه من العار ان تشتري عائلة حلوياتها من المحلات، كما ان الأولاد لا يتدخلون في اختيار ملابس العيد فرب العائلة هو المسؤول عن ذلك، الآن تغير كل شيء، الناس يتباهون بأسماء محلات بيع الحلويات و الملابس، و الأطفال لا يرضون إلا بالماركات العالمية التي غزت عقولهم عن طريق وسائل الإعلام او الإنترنت وأصبح إرضاء طفلك أمرا يكاد يكون مستحيلا، مع العلم انه يصعب ان تجد عائلة تونسية لها أكثر من طفلين فما بالك اذا كانت في العائلة الواحدة ستة او سبعة أطفال كما عشنا نحن".
غير أن "أمال" و هي عاملة بشركة خاصة لا تؤيد فكرة تحكم الأولاد في اختيار ملابس العيد، و ترى أن هذه المسألة مرتبطة بتربية الصغار، قائلة بحزم" أنا لي طفلة في العاشرة من العمر و قد اشتريت لها ملابس العيد قبل شهر رمضان لأنني اعرف ان الأسبوع الأخير من رمضان يشهد ارتفاعا في الأسعار دون مبرر أي بمعنى آخر استغلال مجحف لجيب التونسي، كما انني لم استشر أو اصطحب ابنتي معي فأنا اعرف ما يصلح بها و ما نقدر على فعله أنا و زوجي حسب ميزانيتنا"

التداين شر لا بد منه

نجيب و سيدة، معلمان، أكدا انه رغم محاولات التقشف فإن العجز يرافق دائما الميزانية و ذلك نظرا لتتالي المناسبات و الأعياد و تسارع نسق الإستهلاك بحيث يصعب ادخار بعض الأموال لكنهما في الوقت ذاتها يرفضان الدخول في دوامة التداين حتى لو اجبرا في يوما من الأيام على عدم اقتناء ملابس العيد لطفليهما. وهو ما عارضته منيرة بشدة مؤكدة أن التداين شر لا بد منه خاصة إذا تعلق الأمر بالأبناء قائلة" إذا لم نتداين من اجل أبناءنا فمن يستحق أن نتداين من اجله، فهم فلذة أكبادنا و مستقبلنا. و رغم أنني اعترف بأن مصاريف رمضان و العودة المدرسية أنهكت كاهلنا لكن في الأخير و مهما يمكن أن يقال حول هذا الموضوع فلن تر أي طفل يوم العيد، سواء أكان من عائلة معوزة او غنية او متوسطة، دون لباس جديد و كل حسب مقدرته الشرائية كما أن قيم الرحمة و التآزر و التضامن ما زالت من ثوابت المجتمع التونسي".
منقول




خصم يصل إلى 25%