سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
mharwil
28-11-2022 - 09:08 pm
  1. إلى مدرسة ( الحاج عبدو الفوال )

  2. زبائن أبو عبدو كثر بما فيهم رئيس الحكومة

  3. ما هو سر أبو عبدو الفوال ...؟

  4. "صلّح " عندما كان الزمن صالحاً

  5. لا يجوز كسر خاطر الزبون

  6. الناس أهم من 500 مليون ليرة

  7. اسم " أبو عبدو الفوال " ماركة مسجلة


لصحن الفول عند "أبو عبدو" مذاق مختلف..اسألوا العطري ومشاهير الفنانين الذين أكلوا "عنده"
ارتبط اسمه بالفول وأصبح الجميع ينادونه (أبو عبد الفوال)، شهرته تجاوزت حدود مدينة حلب، يقصده محبي "لقمته الطيبه" من خارج البلاد، عمر محله تجاوز المائة عام، سنوات كانت كفيلة لتحويل اسم ( أبو عبدو الفوال ) إلى ماركة شعبية شهيرة منذ زمن والده الحاج (عبدو الفوال) الذي رحل منذ ربع قرن وترك له سر فوله الشهي ومعاملته الطيبة للزبائن.
وعلى عكس الزحمة المعتادة، كان محله فارغاً وذلك بناءً على رغبتة باحترام مشاعر الصائمين في رمضان، فهو يشترط على زبائنه حتى ينتهي الشهر الفضيل أن يبيعهم الفول (سفري) أي خارج المحل ، سيريانيوز زارت أبو عبدو في محاولة لاكتشاف سر شهرته ومذاق صنعته الطيبة التي استقطبت الكثير من رجال السياسة والفن.

إلى مدرسة ( الحاج عبدو الفوال )

أبو عبدو (عبد الرزاق المصري) 67 عاماً الذي نسى سبب تركه المدرسة حيث خرج منها منذ كان عمره 12 عاماً ليبدأ بالعمل مع والده الحاج عبدو وقتها كان ليس بإمكانه أن يحرك جرة الفول لأنها تحتاج إلى قوة الشباب حسب وصفه:" فالعمل كان يدوياً وإشعال النار تحت طنجرة الفول بواسطة الكاز والبوابير فقط فكان العمل يحتاج إلى مجهود كبير، وكان هناك فقر شديد والأهالي يريدون أن يأكلوا الفول ، لذا كانت طنجرة الفول لا تنزل من على النار".
وتابع:"الحمد لله بجهود والدي الحاج عبدو الذي عمل عملاً جباراً فقد بقي يعمل بالفول حتى أصبح عمره 85 عاماً ، وقتها لم يستطع أن يمسك الشمشاية ( معلقة الفول ) فأصابعه الثلاثة من يده اليمنى تجمدت والتصقت ببعضها و أصبحت قطعة و احدة، وأصبعا يده الأخرين إلتصقتا ببعضهما أيضاً فصرت أسكب حينها ماءً ساخناً على يده حتى يفك تجمد العصب ليده ولكي يكمل العمل الذي أنهكه كثيراً، وقتها وصلنا إلى صيغة عمل مفادها أن يكون والدي إدارياً بالبيت و أن أعمل – كمحارب- في المحل، وقد عاش والدي الحاج عبدو 105 سنوات و توفي عام 1984 م و حتى الآن يترحم الناس على والدي الحاج عبدو وعلى كرمه وحسن معاملته لأن والدي خدم مصلحته جيداً ".

زبائن أبو عبدو كثر بما فيهم رئيس الحكومة

كثير من وسائل الإعلام العالمية إلتقت أبو عبدو الفوال وصنعته المتقنة بمحله الشهير والكائن بمنطقة الجديدة بحلب من خلال تقارير صحفية تحكي قصته وشهرة فوله ذائع الصيت فقد إلتقاه التلفزيون التركي و الألماني و الهولندي وتلفزيون أبو ظبي والتلفزيون السوري ويقول أبو عبدو مبتسماً : " كل الناس شاهدتني بالتلفزيون ولكنني لم أر نفسي قط لأنني لا أستطيع ترك المحل " فأبو عبدو يعمل كل يوم 10 ساعات متواصلة ، يستيقظ عند الفجر ويفتح محله في الصباح الباكر ليجد زبائنه ينتظرونه بكثرة .
ويتابع :" نحن معروفون في العالم الخارجي أكثر من سورية فهناك آلاف مؤلفة عرباً و أجانب يأتون لعندي ويقولن لي سمعنا بك كثيراً و جئنا لعندك من مسافات شاسعة لنأكل من فولك ".
ويشير أبو عبدو إلى أن 95 % من زبائنه هم زبائن أصيلة أي أن الزبون ووالده وجده اعتادوا على شراء الفول من عنده و5 % – زبون دراج – أي عابر سبيل ويقول : " يأتيني زبائن من كل فئات المجتمع من حلب و كل المحافظات السورية و حتى من دول العالم وكثير من المسؤولين بما فيهم رئيس الحكومة ناجي عطري الذي كان يأكل الفول عندي منذ كان طالباً في المدرسة ".
ويضيف :" عندما زار وزير الخارجية التركي ( أحمد أوغلو) مدينة حلب وجلس أمام مائدة فاخرة بمطعم كثير النجوم لم يرق له أن يأكل لقمة واحدة إلا بعد أن قال للحضور سمعت عن فول أبو عبدو كثيراً وأرغب بتذوقه وفعلاً هذا ما حصل لم يبدأ بالطعام إلا بعد أن أحضر مرافقو الوزير صحن فول من عندي" .
وهناك الكثير من الفنانين و المشاهير يأكلون الفول من عندي كالفنان صباح فخري و سابقاً محمد شكري رحمه الله و كثير من الممثلين أيضاً ، فالفنان حسن دكاك قال لي (إذا جئت إلى حلب و لم آكل من فولك كأني لم آت لهذه المدينة ).
والكثير من أهالي حلب حدثونا عن تعاملهم الدائم مع هذا الرجل الطيب منهم جوزيف (80عاماً ) الذي يحرص على شراء الفول من عند أبي عبدو مذ كان عمره 20 عاماً لنكهة فوله الطيبة والمميزة ، بينما إبراهيم أبو طالب يشتري الفول يومياً بكميات كبيرة من عند أبو عبدو و يبيعه في ريف حلب منذ 10سنوات فهو يعشق فول أبو عبدو ، ومجرد أن يعرف الناس في القرية بأنه قد جلب فول أبي عبدو يتسارعون لشرائه لأنهم يثقون باسمه كثيراً.
أما أسامة فهو يعتبر نفسه زبوناً مداوماً عند أبي عبدو وحدثنا عن أناس جاؤوا من آخر الدنيا ليأكلوا من عنده " كالوفد الدبلوماسي البريطاني الذي زار سورية حيث أراد أعضاء الوفد أن يأكلوا الفول عند أبي عبدو وقتها طوقوا المنطقة بالشرطة حماية لأعضاء الوفد ...ليأكلوا الفول برواق " .

ما هو سر أبو عبدو الفوال ...؟

ورث أبو عبدو الفوال من والده الحاج عبدو أهم سرّ المصلحة ألا وهو كيفية تعامله مع الناس وعدم غش اللقمة فسرّ هذه المصلحة كما اكتشفه أبو عبدو :" هو أن تتعامل مع الناس بصدق ولا تغش الناس ، فالغش كثر في أيامنا هذه بشكل لا يوصف ، و أغلب الأمراض التي نسمع عنها تعود إلى الطعام المغشوش ".
وما يميز فول أبو عبدو عن غيره أو السرّ الأساسي يكمن في نفس المصلحة على حد قوله :" فكل بائع فول ورث نفس المصلحة من معلمه "ونظافة اللقمة لها دور هام أيضاً ".
وهل السر في نوعية الفول ؟ ليوضح قائلاً :" الفول كله فول وأنا أشتريه من عدة محلات وعادة أشتري الفول الشرقي والشمالي حيث تكون أراضي شمالي حلب تربتها زكية وفيها معادن قوية لأن تربة الأرض تلعب دوراً كبيراً بنوعية الفول الجيد ".
ويضيف :" يجب أن أنصح الزبون ولو دفعت من جيبي عندها أكون قد كسبت ثقته فأغلب الزبائن الذين يأتون لعندي من الشباب أو الأطفال ، آباؤهم لا يجدون الوقت الكافي ليأتوا أو أمهاتهم لا يستطعن الخروج من المنزل لذا أعطيهم الفول كما لو كان ذووهم موجودين تماماً فهم يثقون بي كثيراً وأعاملهم على حد سواء، فهو رأسمالنا الحقيقي في التعامل مع الناس من خلال الثقة الدائمة " .
ويرفض أبو عبدو أن يجلس وراء طاولته مراقباً عماله كبقية المعلمين الكبار لأنه حريص على أن يبيع الزبون بيده ليكشف لنا أن هذه الطريقة أفضل وأكثر جدوى ومع الأيام أصبح يعرف ماهو طلب زبائنه جيداً.

"صلّح " عندما كان الزمن صالحاً

ويحكي لنا أبو عبدو عن عادة صلح ( أي زيادة ما نقص من صحن الزبون مجاناً )فهي عادة كانت موجودة عنده وعند غيره من بائعي الفول منذ زمن بعيد و يرجع ذلك إلى " أن كل شيء سابقاً كان ببلاش، فاليوم عدم المؤاخذة كيلو الزيت ب 180 ليرة بينما أذكر أن سعر تنكة الزيت ب 30 ليرة وتنكة الطحينة ب 30 ليرة أيضاً " ويتنهد أبو عبدو مترحماً على بركة أيام زمان وطيبة و صلاح أهل أول .

لا يجوز كسر خاطر الزبون

قطع حديثنا مع أبو عبدو صوت طفل صغير ينادي على أبو عبدو قائلاً :" عمو أبو عبدو عندك فول بعشر ليرات " حينها باعه أبو عبدو الفول ، مما دعاني لسؤاله عن إمكانية بيعه فول بقيمة 10 أو 5 ليرات عكس باقي المحلات ، فرد بنصيحة :" لا يجوز كسر خاطر أي زبون مهما كان معه من نقود وحتى لو لم يكن معه مصاري ، لأنه غلط كبير أن يكسر البائع خاطر الزبون و خاصة إذا كان بائع طعام، وأعطي نصيحة للبائعين بأن لا يكسروا خاطر الزبون ولو ودفعوا من جيوبهم لأن البائع لن يخسر شيئاً ".

الناس أهم من 500 مليون ليرة

جاء شخص لعند أبي عبدو طالباً بيع محله الشيهر ولكنه رفض بيعه إيماناً منه بأن محل الفول هذا قد تأسس للناس وأكلة الفول لكافة فئات المجتمع حسب قوله .
عندما رفض أبو عبدو بيع المحل بدأ ذلك الشخص الراغب بشراء محله بالمغريات المادية ليضع مبلغاً مقداره 50 مليون ليرة كثمن للمحل ، حينها قال له أبو عبدو :" أن يأتي بعقد ويضع بجانب الرقم الذي عرضه عليه صفراً آخر وليصبح بذلك سعر المحل 500 مليون ، لن أوقع وأرفض بيع المحل " وقتها سأله هذا الشخص مستغرباً ، لماذا أنت متمسك بالمحل ألهذه الدرجة؟ فأجابه أبو عبدو :" هذا المحل عمره أكثر من 115 عاماً فهو محل متوارث وقد جمع أناس كثراً بحاجة لهذه الأكلة ، فلو أخذت ال 500 مليون ليرة فهذه خطوة فردية أنتفع منها لوحدي ولهذا السبب أنا لا أبيع المحل ، فهل المال له القيمة الوحيدة في الحياة ، تكفيني علاقتي الطيبة مع الناس وسلامهم الدائم علي فهذه أمور معنوية أترفع بها عن الأمور المادية وأعلى منها بكثير ".

اسم " أبو عبدو الفوال " ماركة مسجلة

وقد رفض أبو عبدو عروضاً بالعمل في محلات فول بحلب وفي محافظات سورية أخرى و دول عربية ليستثمروا اسم أبي عبدو فقط وعلى الرغم من المغريات المادية ، يقول :" إذا جاء الزبون لمحلي و لم يرني واقفاً بجانب طنجرة الفول فقد يعرض عن شراء الفول مرة أخرى أو يأكل الفول على مضض ".
ولا يريد أبو عبدو الفوال أن ينادي له أحد باسمه " عبد الرزاق " و إنما باسم أبو عبد مبرراً ذلك :" ببقاء اسم أبو عبدو دائم الذكر يتوارثه الأجيال جيلأ بعد جيل آخر ، وأنا سجلت اسمي لدى الجهات الحكومية لحماية ملكية (أبو عبدو الفوال ) ليكون ماركة مسجلة ".
علاء رستم - سيريانيوز- حلب
تحياتي


التعليقات (2)
zaki8888
zaki8888
فعلاً ملك الفول
روح يا ابو عبدو الله يكتر من امثالك
ومتل ما قلت ما عاد في صلح لما كان الزمان صالح
شكراً على النقل أخ مهرول

mwjahead
mwjahead
الله يسلم دياتك ياعم
والله لو كل التجار والناس تعرف انو الصدق هو السر وهو راس مال كل عمل ناجح
لكانت الدنيا بألف خير
بارك الله فيك
وشكرا لمهرول


خصم يصل إلى 25%