- السادة مشرفي واعضاء المنتدى الكرام,
السادة مشرفي واعضاء المنتدى الكرام,
هذه مشاركة بسيطة تهدف الى أثراءنا جميعا بثقافة وعادات وتقاليد الانجليز لكي يسهل لنا التعامل معهم وان ننتقي مانراة مناسبا لنا لأن الحكمة ضالة المؤمن . وموضوع دسم مثل هذا يحتاج الى طريقة شيقة لعرضة لكي لايصيب القاريء بالملل فقررت ان تكون الطريقة عن طريق طرفة او حكاية فيها من الفكاهة والضرف مايشدنا جميعا لمتابعة القراءة ولضمان الاستمرارية يقوم كل من يريد من السادة اعضاء المنتدى بعرض القصة او الموقف الذي تعرض لة والاستفادة من هذا الموقف. وابتداء سوف اقوم بعرض بعض القصص والطرائف التي تعرضت لها في بلاد الانجليز والفائدة التي خرجت بها رغم الثمن الباهض والاحراج الذي تعرضت لة.
(1)
في الثمانينات وافق والدي جزاه الله خيرا على سفري الى بريطانيا لتقوية لغتي الانجليزية لانني اخترت ان اتخصص في الادب الانجليزي في الجامعة وبعد مضي السنة الاولى تبين لي وبشكل واضح انه من اسوأ القرارات التي اتخذتها في حياتي لانني غير مناسب لدخول هذا المجال لان مجال اللغويات بالذات يستلزم شروط اخرى غير الذكاء والمثابرة للنجاح. بعبارة اخرى التمكن من اللغة بمجهود طبيعي يحتاج الى تلك الشروط وبدونها تصبح المهمة شاقة جدا. من اهم تلك الشروط باختصار: القابلية والموقف والتاريخ اللغوي. وانا لااملك قابلية (قابلية تعلم اللغة ضعيفة) وموقفي سلبي تجاه الانجليز وثقافتهم وتاريخ تعلمي للغة سيء جدا لانني خريج مدارس حكومية. لقد كان اختياري للادب الانجليزي نتيجة حب شاب غر للمباهاة امام اقرانة (يعني شوفوني انا خريج ادب انجليزي) وهذه اخطاء مراهق لاازال اتحمل تبعتها رغم حصولي على شهادة الماجستير في اللغة الانجليزية من الولايات المتحدة . هنا احذر الشباب عند اختيار التخصص فيما بعد الثانوية ان يراعي الشاب الامكانيات والقابلية وتلمس نقاط الابداع التي يمتلكها وان لايجعل همه في مايريد هو فقط دون مراعات امكاناته.
المهم سافرت لبريطانيا وسكنت مع عائلة واذهب كل يوم الى المدرسة بالباص. ومرة وانا ذاهب الى موقف الباص للعودة الى المنزل شاهدت الباص يكاد يتوقف امام الموقف وانا بعيد عنه فركضت باتجاهه بسرعة فائقة ووصلت الى الباص عند توقفه وركبت وقدمت بطاقة الركوب الى السائق الذي بادرني بكلام لم افهمة وقال لي the queue please))قلت له (عفوا لا افهم ماتقول) وبعد ان كرر الجملة اكثر من مرة يأس مني السائق واذن لي بالركوب فجلست في اول كرسي على يسار السائق عندها اكتشفت شيئا ازعجني جدا فقد نظرت يساري فرأيت طابورا من الناس يتقدمون ناحية الباص وكل شخص قبل ان يركب يرمقني بنظرة فيها مافيها من الغضب واشياء اخرى. عرفت لحظتها معنى الجملة التي قالها السائق وتأكدت من معناها عندما ذهبت الى المنزل وقمت مباشرة بفتح القاموس لاجد ان معنى كلمة (queue) هو الطابور. لقد اثر في الموقف تأثيرا شديدا ومنذ ذلك الوقت وانا اراعي موضوع الطابور والنظام . هذا الموقف هو نتيجة اختلاف حضاري بيني وبين الانجليز فأنا شاب لم اعش النظام في محيطي بشكل واضح وتجارب ركوب الباصات لم أعشها الا عندما كنت طفلا وأذهب الى المدرسة وكان جميع الاطفال يتسابقون الى الباص ولا يراعون النظام بطبيعتهم الفوضوية ولم يكن سائق الباص يعلمنا اهمية الطابور. النظام هو قيمة شبه مفقودة في عالمنا الاسلامي وللاسف ديننا حجمناه نحن وقيدناه بالعبادات فقط دون المعاملات. للاسف تجد بعضنا يصلي ويرى الغش نوعا من الذكاء والكذب وسيلة لابأس بها للكسب بل ان هناك فصلا تاما بين اخلاقياتنا اليومية وديننا وكأن ديننا لم يدعونا الى مكارم الاخلاق.
هذه الحلقة الاولى من مشاركتي وارجو منكم المشاركة لتعم الفائدة وهذه التجارب تساعد المسافر ايضا بتسهيل التعامل مع الانجليز. قد يقول قائل هذه تجربة بسيطة وقيمة النظام معروفة لدي.... نقول نعم قد تكون معروفة ولكن هناك طبائع للانجليز لايعرفها الكل . مثلا , لايعلم الجميع ان من يقدم طلب الى هيئة او لجنة في امريكا ويستخدم القلم الازرق فأن تلك اللجنة ترى ان استخدام اللون الازرق في تقديم الطلب فيه من الاهمال الشيء الكثير وقد ترفض طلبه وانه من الذوق استخدام اللون الاسود.