مرحبا بالجميع وكل عام وأنتم بألف خير..
بمناسبة حلول شهر رمضان أعادة الله على الجميع بكل خير ومحبة فقد لا حظت بعض الإستفسارات عن
أجواء رمضان في الشام خصوصاً أنني عايشتها 3 مرات على التوالي في أعوام 2007 و 2008 و
2009م
وأحببت المشاركة ببعض الذكريات التي عايشتها هناك خلال رمضان والعيد ..
في عام 2007 ومع بدء إجازة شهر رمضان خطرت في بالي فكرة قضاء الإجازة التي تقارب 12 يوم
في الشام لمعايشة رمضان والعيد هناك ،، ذهبت لمكتب الخطوط السعودية وكانت الحجوزات صعبة إلا
أن مدير المكتب صاحبي لم يقصر معي ،، بعد وصولي للشام كنت أسكن في فندق القصر الفرنسي وكان
هو مكاني المفضل قبل أن يصبح مرتعاً خصباً للصراصير وللتعامل السيء جداً من القائمين عليه
وخصوصاً (خالد) ..
كنت أفطر كل يوم في مطعم مختلف وكانت البداية في مطعم مغارة علي بابا أمام ساحة المحافظة وهو
من أعرق مطاعم دمشق وعمره يزيد عن 45 عاماً ولكن مع الأسف تم إغلاقه وتغيير النشاط ..
المهم كان نظامهم يأخذوا 500 ليرة ع الشخص شاملة الآتي ،، تمر عرق سوس تمر هندي
ماء محارم (مناديل).
وبعد أن تنتهي يقدموا لك الشوربة والمكرونة وبعض المقبلات وربما سمبوسة ،، كل مطعم له نظام
ولكن أنا أفضل هذا النوع من الخدمة لأنه يخدمك وأنت جالس دون أن تذهب لإحضار الأطباق ويمكن
يكون بعض الأصناف قد أنتهى ..
بعد الإنتهاء ذهبت لأداء صلاة المغرب ووفروا لي سجادة للصلاة ..
وبعدها أخبروني هل تريد شاي أم لا ..
بعد ذلك طلعت من المطعم وذهبت مباشرة لدمشق القديمة للتسكع في ممراتها ومقاهيها وأداء صلاة
التراويح في الجامع الأموي،، وحين اقترب موعد مسلسل باب الحارة كنت أشاهدة في منزل شامي
قديم (بيت عربي) حيث أعيش الأجواء الحقيقية للمسلسل وغالباً يكون معي أحد الأصدقاء السوريين
الذي أعتز بمعرفتهم ..
في اليوم التالي ذهبت لمطعم الكمال وتفاجأت بالزحمة الشديدة لدرجة لا تتخيلها وكان مميزاً كالعادة في
خدمته وجودة أكله ونفس الطريقة يقدمون خدمة للطاولة وإيصال وجبة الإفطار المقررة لهذا اليوم.
في اليوم التالي ذهبت لمطعم دمشق القديمة وكان لديهم بوفيه مفتوح وبعدها بدأ البرنامج الطربي ،، طبعاً
كل المطاعم التي ذهبت لها تعج بالعوائل والأطفال والوناسة ولم أشعر بالغربة أبداً.
وقد جربت أيضاً عدة مطاعم منها أبو العز ،، ياسمين الشام ،، أهل الشام ،، أبو كمال ،، الخوالي ،،
كنتاكي .
وأكتشفت أن هناك خيمة رمضانية في فندق الفورسيزونز وهي بوفيه مفتوح وبرنامج فني بما يقارب
0ليرة (80) ريال.
في أحد الأيام ذهبت لمطعم مرايا وأنا أعرف أنهم لايتميزون سوى بالشاورما ولكن من باب التجربة ..
جلست في إحدى الطاولات بجوار المطعم وعندما أقنرب موعد الأذان أستأذن أحد العاملين مني
بالجلوس على طاولة مشتركة مع أحد الأشخاص بحجة قدوم إمرأة لوحدها ،، فوافقت وجلست مع ذلك
الشاب الذي أتضح فيما بعد أنه عراقي من أهل بغداد وجاء لقضاء كم يوم بالشام.
بعد الإنتهاء من الإفطار توجهنا للمحاسب وكنت أرغب المبادرة بدفع الحساب
كاملاً للشخصين إلا أنه رفض بشكل قاطع وأصر على دفع الحساب ،، بعدها قلت في نفسي ،، صعب
جداً أن يحاسب ولا أعوضه عن ذلك
فقلت له :
هل عندك إرتباط بموعد أو شيء من هذا القبيل؟
قال لي لا..
قلت له مارأيك آخذك بجوله شامية في الحارات والأسواق القديمة مشياً ع الأقدام ؟
قال لي موافق ..
فأخذته من شارع 29 أيار مروراً بالبحصة وصعوداً مع جسر المشاة حتى وصلنا للحميدية مواصلين
بجوار الجامع الأموي عبر النوفرة والقيمرية والبزورية ومدحت باشا ثم عدنا إلى باب توما ورجعنا مرة
أخرى مع نفس الطريق وكان يقول وهو في قمة السعادة ،، فاجأتني بهذه الأماكن الجميلة وعندنا مثل
الأسواق الشعبية في بغداد وإن شاء الله سأخذك عليها عندما تزورني في العراق ،، فقلت إن شاء الله بعد
أن يتحرر ويعود شامخاً كما كان ولا يزال..
أقترحت عليه أن نذهب للجلوس في أحد الكفيهات المحببة إلى قلبي وهو (خان مرجان) وقضينا به وقت
قارب الساعة ونصف الساعة وقد عزمته ع الشاي ومايليه وشاهدنا إحدى حلقات مسلسل باب الحارة
بجزأه الثاني ، ثم عدنا أدراجنا وقضينا وقتاً من أجمل مايمكن وفي طريق عودتنا وصلنا لساحة المحافظة
(يوسف العظمة)
أقترحت عليه الصعود لمطعم أبو كمال وشرب شاي الخمير ،، (طعمه لذيذ في ذلك المكان) وتفاجأنا
بوجود مطرب كردي يعزف ع الأورج ويغني طربيات لأم كلثوم وعبد الوهاب
وتشاهد من الخلف منظر الساحة البانورامي وأمامك النوافير الداخلية لمطعم وكانت ليلة جميلة
ورائعة ..
رمضان في الشام جميل والمطاعم تقدم بوفيه مفتوح بما يقارب
0ليرة (48 ريال) للشخص
وهناك مطاعم تقدم خدمة للطاولة ،، إذا كان عدد الطاولات قليل فهي لا تعمل بوفيه مفتوح إنما تستطيع
الحجز للشخص بما يقارب 500 ليرة (40) ريال.
أيام العيد هادئة جداً وعائلية بشكل لا يتخيله أحد حيث تكون غالبية المحلات للأيام الثلاثة الأولى مغلقة
والأسواق كذلك ،، ويحتفل معظم السوريون بالأعياد مع عائلاتهم في منازلهم أو في أحد المنتزهات
أو تذهب بعض العوائل البسيطة للسينما ،، ويكون للعيد خصوصية شديدة ،، فلا تجد أي مظاهر للعيد في
الشوارع إلا بشكل قليل ..