سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
ABO_EILAF
13-12-2022 - 07:15 pm
  1. في وداع المدينة الفاضلة


بسم الله والصلاة على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى أله وصحبه ومن والاه أما بعد
الحلقة الأولى
إهداء
أهدي هذه الكلمات التي أسأل الله عز وجل ان يعظم الأجر لكاتبها ولقارئها .. إلى أخي وحبيب قلبي
السائح الهروي
.. صاحب القلم العذب .. وصاحب البصمة الواضحة في هذا المنتدى
من خلال ما خطته أنامله .. والتي أسأل الله عز وجل أن يعيد قلمه لما كان عليه سابقا ..
بطاقة تهنئة

وأسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام ...ومن العايدين
تنويه لكافة الأخوة القراء
رويدا رويدا يا قلمي ... فهذه مشاعري ... وهذه نبضات قلبي .. وومضات فكري ..
قد أطلقت لها العنان ... فجرت تهرب من خيالي لخيالي .. وبدت مرسومة في حنايا مذكراتي ..
إنها دموع قلمي .. أجريتها كهدية ... لكل من شرفني بنظرة من عينيه الكريمتين ..
وليعذرني كل من لم يجد في هذه الكلمات ضالته .. فما أريد إلا الإصلاح ما استطعت ..
وما توفيقي إلا بالله ...
و أنا هنا أعلن للجميع أن هذه المذكرات لا تعبر إلا عن رأي صاحبها ..
ورأي صاحبها في بلاد الشام دائما مجروح ..
فلا تكثروا اللوم و " المشاريه " لأنني هنا أكتب من حنايا الفؤاد .. والقلب قد لا يرى أحيانا ...
وهذه الكلمات ليست إلا بث لما يجول في النفس من حب لهذه الديار ..
لعلي أجد من يشاركني هواي .. فأسلو به ويسلو بي ..
وقد تمر أعينكم الكريمة على الكثير من الأخطاء.. فخذوا ما ينفعكم وجاوزوا غيره ...
ولا أعدم النصح منكم .. فما حصل لم يكن إلا شطح قلم .. أو إنغلاق فكر ..
وأستغفر الله أن يكون غير ذلك...
فأنتم النبع الفياض الذي أعب منه كل المعاني ... فبحبكم صار لهذه الكلمات وجود ..
وبتواصلكم يجري مداد قلمي ..
وقد رأيت أن يكون هذا الموضوع موضوعا يحمل فكرا جديدا للسياحة ..
فتجدني أخرج عن النص أحيانا ... فأنا هنا أصف موجزا للرحلة ..
وأنا هنا أترجم لعلم من الأعلام باقتضاب ...
و أنا هنا أستطرد في موضوع معين .. لأنني أرى في الشام جمال الزمان والمكان والثقافة ...
فليعذرني من لا يملك الوقت وطول البال .. فالحديث لابد أن يطول ليوفي أصحاب الفضل فضلهم ...
حدثتني يا سعد عنهم فزدتني **** شوقا إليهم فزدني من حديثك يا سعد
وأنا من هذا المقام .. أرفع الراية بأن هذه الكلمات ليس لها أي أهداف سياسية أو غير سياسية ...
معلنة أو مبطنة غير حب النفع للآخرين .. ورد للمعروف لأهله ..
فكما أستفدت ممن قدم الكثير من وقته لخدمة الناس ..
فكان لزاما أن تكون هذه الكلمات كإعتراف بالجميل لأهله...
وقد أتطرق كثيرا لأدبيات أهل الشام .. وأسلط الضوء على الأدب كثيرا ..
ولكن ما حيلة من رأى من يحب إلا أن تثور مشاعره .. فلا يجد ما يعبر عن ما في نفسه سوى الأدب ....
وأدبيات أهل الشام .. لها طابعها الخاص .. فترى روح الشام .. واضحة في شعرهم ..
فتأسرك كلماتهم .. كما أسرتنا ديارهم وتاريخهم ...
الهدف من الرحلة
تغيير الجو وحضور العيد في ربوع سوريا العزيزة ... والخروج من روتين الحياة الممل ... وزيارة الكثير من الأماكن الطبيعية والتاريخية وتدوين مذكرات عنها ..
وهي بمثابة استراحة المحارب للعودة لمعترك الحياة.
وقت الرحلة
إعتبارا من يوم الثامن والعشرون من شهر رمضان المبارك الموافق للثامن عشر من شهر سبتمبر
وحتى اليوم السابع من شهر شوال الموافق للسادس والعشرون من شهر سبتمبر
طاقم الرحلة
الشاب اللطيف الأنيق

وهو يعمل بأحد المستشفيات بمدينة الرياض حرسها الله
والشاب الأعزب اللبيب الأريب فهد وهو مدير لشؤون الموظفين في أحد المستشفيات بالرياض أيضا ..
عدة الرحلة
  • طقم عزبة متكامل يتكون من جميع أغراض الطبخ والنفخ وغير النفخ مما ينشده الغلابة مثلنا


ولا ننسى حبيب القلب .. المعمول .. وهذا هدية للي يقدّرون المعمول لأنهم لو يجربونه راح يدعون لي ..

وهذي ما يحتاج أكيد عارفينه .. رفيق الدرب عند أي سعودي ....

  • مذكرة تحوي الكثير من المعالم والمعلومات عن حبة القلب سوريا تحوي معلومات شاملة .
  • كاميرا بانسونيك فوتوغرافية .. أرى أنها تستحق مني كل التكريم فهي معي في جهاد .......

فلما تترك شاردة ولا واردة إلا أتت عليها ... ولها أيادي بيضاء في كل سفراتي.
  • جهاز محمول من نوع (dell) قد كان نعم الصديق في رحلتنا ..و هو من ضرورات السفر ..

راحلتنا

سيارة كامري موديل 2009 بيضاء اللون ... وكان من حظها الوافر أن رأت بلاد الشام وجرّت في مرابعها بردا .. وأنا أعتبره لها شرف عظيم لا مثيل له !!!
وإن كانت عانت الأمرين من طول الطريق ومن جفوة الجلاّد !!!
ولكنها لازالت فتيّة ... ولم تثقل كاهليها الليالي ...

في وداع المدينة الفاضلة

أنطلقت من الرياض الحبيبة مع الزميل فهد يوم الجمعة الأغر الموافق للثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1430 هجري والموافق للثامن عشر من شهر سبتمبر لعام 2009 على بركة الله بعد صلاة العصر ..
أنطلقنا يحدونا الشوق إلى بلاد الشام الغالية .. لتجديد العهد والولاء لأرض ألفيتها أرض الخير والعطاء .. ومنبع العلم والعلماء .. ولأبث لقلبها الشكوى بعد طول البعد وبعد النوى .. فقد مضت على زيارتي الأخيرة ما يقارب العام الكامل .. ولم تكتحل عيني برؤية تخوم الشام إلا في المنام ...
وإني لأهوى النوم في غير حينه **** لعل لقاء في المنام يكون
فكلما ذكرت الشام حن قلبي لتلك الأيام أقضيها في الشام ... فأوعد النفس باللقيا القريبة ... وأطمئنها بأن اللقاء قد حان ...
بلغوها إذا بلغتم حماها **** أنني في الهوى مت فداها
واذكروني لها بكل جميل **** فعساها تبكي على عساها
خرجت من بيتي .. وقلبي يفيض بالألم والأمل ..
الألم بفراق الرياض .. و الأمل بلقاء الشام …
في عيني دمعة .. وعلى لساني ضحكة …
في هذه اللحظة لا أعلم هل أنتحب على الرياض .. أم أطير فرحا بالشام …
أودعك يا صحاري نجد الجميلة…
و أودعك يا حارتي الهادئة .. و أنا أتكأ على فؤادي .. من ألم الفراق
وقد رتبنا للسفر قبله بفترة كافية .. حيث أخذنا تفويض من الوكالة بقيادة المركبة خارج الدولة وذلك لأن عقدها إيجار منتهي بالوعد بالتمليك .. وصدقنا التفويض من الغرفة التجارية ومن مرور الناصرية ..
وقد أدركنا أذان المغرب في مدينة الغاط .. فأفطرنا ودعونا الله أن يتقبل من المسلمين الصيام والقيام وصالح الأعمال ...
وأن ييسر هذه الرحلة ...
ثم واصلنا المسير ... وقد أحسست بروحانية هذا الشهر الكريم ..
فإنك ترى الناس وقد أنحرفوا عن يمين الطريق ويساره .. مجتمعين على الإفطار ..
ثم هبوا لأداء صلاة المغرب ...
فلم يكن في الطريق غيرنا تقريبا لأننا آثرنا إكمال الطريق وتناول الإفطار في السيارة حفظا للوقت ..
وهذا من عظمة هذا الدين ويسره ..
واصلنا المسير حتى دخلنا القصيم خير مدخل .. ثم توجهنا لطريق حائل ..
وقد كان الطريق شبه خالي من المسافرين حتى دخلنا مدينة حائل ..
وما أجمل حائل وجبالها المزدانة بعقود من الأنوار أحالتها فعلا لعروس الشمال .....
ثم توقفنا في حائل وغيرنا زيت للسيارة وصلينا المغرب والعشاء جمع تأخير ...
وقد كان الأقارب والزملاء على اتصال دائم معي لأنهم يعرفون وجهتي سلفا ..
أما صاحبي فآثر عدم إخبار الأهل بوجهته ..
وهذا مما عارضته فيه .. فيجب أن يكون عند الأهل علم بالوجهة ...
لأن الدنيا لا تؤمن .. فقد يحصل مكروه لا سمح الله .. فلا يعرفون أين أنت من أرض الله ..
فيكونون في متاهة ليس لها آخر ..
ثم أخذنا طريق الجوف الجديد و كان بحق مشروع جبار وتحدي لطبيعة الصحراء القاسية ...
ثم شددنا المسير حتى وصلنا إلى طبرجل ..
وقد كان الجوع قد أخذ منا كل مأخذ ...
فعرجنا على طبرجل حتى استقر بنا الحال عند مطعم بخاري .. كان هو الملاذ للجوعى مثلنا ...
فأكلت بنية العشاء والسحور ..
وأما صاحبي فأكل بنية العشاء فقط .. لأنه آثر العمل بالرخصة في السفر ..
وقد كان الوقت قرابة الساعة الرابعة فجرا ....
ثم رجعنا إلى طريقنا باتجاه القريات ..
وقد كان هناك ثلج بارتفاع خمسة أمتار في الطريق مما تسبب بإنقطاع المواصلات والقطارات !!!...
وقد ارتفع منسوب المياه حتى غطى الطريق !!!! ...
حتى إنك لترى قطيع من الغزلان .. وقد علق في زحمة الناس !!! ...
وترى موج البحر قد ارتفع فوق ثلاثة أمتار !!!
إن كل هذه الأحداث هي من التأثير البالغ للنوم على العقل ...
فصارت العين ترى ما لم يكن ..
فقد بلغ الإرهاق مني كل مبلغ ..
فعرضت المبادرة للنوم في طبرجل على طاولة المفاوضات مع صاحبي ولكنه رأى من نفسه النشاط خصوصا وهو الكابتن طيار للرحلة ...
فارتأى المواصلة والمضي حتى سوريا ...وقد أخذ نفسه بالعزيمة العمرية للوصول للديار السورية ...
فعرفت حينها أن الحرب خدعة .. وأن هذه العزيمة لا يفلها إلا الحوار ..
ولن يعيد الحق السليب إلا الحوار .. وإن تطلب الأمر فضع نقطة على الحاء ...
فلما وصلنا القريات .. رميت بكل ثقلي السياسي والإقتصادي - بحكم أنني من يدير القطة - ..
وقد أشركت كل القوى المتنفذة في المنطقة .. ووجهاء وأعيان القبائل ..
سواء من العرب العاربة أو المستعربة أو البائدة ...الخ ...
على أن نبيت وإن صح التعبير نصبح في القريات ...
والحمد لله والمنة فقد نفعت هذه الجهود اللوجستية .. وآتت ثمارها ...
دون الوصول إلى مرحلة التنازلات ..
ومرحلة النفط بدل النوم في القريات !!!
فاستأجرنا شقة لا يهمنا فيها أي من معاني الحياة .. سوى سرير ومخدة ..

فقد كان الموظف يخبرنا بالمميزات دون أن نعيره أي أهتمام ..
وقد أخذت دشا أليما أتعبت فيه من بعدي ..
فعرفت حينها معنى كلمة الإستغراق في اللحظة الحاضرة ..
كما يذكرها الشيخ ناصر العمر حفظه الله تعالى ...
وقد كانت سعادتي غامرة لا توصف ...
فقد اقتربت ممن أحب ولم يعد بيني وبينها سوى سويعات...
وكنت أسأل نفسي .. أغدا سأرى الشام ؟!! وسأملأ عيني منها بعد طول فراق ..
أغدا سأجدد العهد القديم
أغدا ألقاك ؟!! ...
يا خوف فؤادي من غدِ ...
يا لشوقي واحتراقي بانتظار الموعدِ ...
غداً سأراك يا حبيبة قلبي .. بعد أن فرقت بيننا الليالي ..
وبلغ مني الهوى كل مبلغ ..
غدا سأنسى بلقائك كل ما عانيت من ألم البعد ..
غدا سأرى للحياة لونا أخر ..
فغدا ننسى ..
فلا نأس على ماض تولى ...
وغدا نسمو فلا نعرف للهم محلا ...
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا ...
قد يكون الحاضر حلوا إنما القادم أحلى ...
إنني غدا ذاهب إلى الشام... إلى جنة الدنيا ...
وإلى صفحات مضيئة من التاريخ الإسلامي ...
غدا سألتقي بحبيبة قلبي .. وجنة فؤادي ...
أنتي يا جنة قلبي واشتياقي وجنوني ...
أنتي يا همسة روحي وانطلاقي وشجوني ...
أغدا تشرق أضواءك في ليل عيوني ...
أه من فرحة أحلامي ومن خوف ضنوني ...
ثم نمنا بعد أن صلينا الفجر ولله الحمد ...
وابتسامة النصر على محياي .. فما حصل هو النصر للحوار على كل التوجهات السياسية ..
دون إعلان أي حروب باردة أو حارة ...
ودون أي خسارة تذكر على الصعيدين الدولي والإقليمي ...
وإلى أن ألقاكم في الحلقة القادمة ...
دمتم بود .. وفي رعاية الله
وقفة :
قال ابن القيم رحمه الله : إذا جلست في الظلام ... بين يدي العلام ..
فاستعمل أخلاق الأطفال ... فالطفل إذا طلب شيء ولم يعطه ...
يبكي حتى يأخذه ...


رحلتي الى سوريا
التعليقات (8)
سعيد الحمادي
سعيد الحمادي
الله،، الله،، الله
وش هالإبداع
وش هالروعه
أتمنى أن لاتنتهي هذه المذكرات المميزة،، خفيفة الظل،، سهلة الهضم،،
ولا أخفيك أنني كنت ناوي على كتابة تقريري بهذا الأسلوب،، لكن حتى تستعيد البوابة نشاطها يخلق الله مايشاء..
واصل تسلم يمينك فالواضح أننا موعودين مع مذكرات لن تغادر الذاكرة لفترات طويلة من الزمان..

الغيداق
الغيداق
الحمد لله على سلامتك وشكرا على هذا تقرير الروعة

السلطان 15
السلطان 15
مشاء الله
بداية تقريرجميلةومميزةلرحلة شعارها الروعةوالابداع
موفق اخوي ابوايلاف..

محيرهم
محيرهم
ما شاء الله
من البداية رائع
وزاد من روعته الأسلوب الشيق أسلوب ( الروايات )
مع مزيج من أبيات الشعر
مبدع * مبدع = إبداع
( أعجبتني بجد الوقفه الأخيرة )
الله يعطيك العافية
ننتظر المزيد من الإبداع

قناص الصحراء
قناص الصحراء
الأخ الكريم أبو إيلاف..
سردٌك شائق .. ومداخلاتك طيات سردك رشيقة .. واستدراكاتك لطيفة ..
إذاً قضيتم العيد في مرابعنا ! ..
فأهلاً وسهلا ً بكم .. وعسى أن طاب المقام لكم حيث كانت مراتعنا ..
بانتظار ذكرياتكم .. ومعكم من المتابعين إن شاء الله.
دمتَ بخير.

الحصرم الشامي
الحصرم الشامي
أخي أبو ايلاف العزيز
سلمت يمينك على هذه البداية الرائعة ...
تقرير جميل ولا يخلوا من جو المرح وخفة الظل ...
واصل تقريرك فأنا متابع معك بشدة
تحياتي

الجبل الأخضر
الجبل الأخضر
لله درك أيها الأديب الأريب ... كيف نفثت في مشقة السفر روح البيان فاستحال رياض عطرة ...
وإني لأعجب ...
كيف تنجب مشافينا هذه الروح الأنيقة؟! ...
أنت يا أبا إيلاف إضافة عملاقة لهذه البوابة ... أقبلت عليها بخيلك ورجلك في وقت هي في أمس الحاجة لعملاقة الإبداع ... الذين ينقلوننا من ديارنا إلى تلك الربوع ... فنشتم بين حروفهم أريج القهوة الشامية مع الصباح وتراتيل القراء بين الأزقة العتيقة ونسمات الغوطتين الحانية ...
سأتابعك بشوق ...
لأعيد معك ذكريات أربع سنوات مرت كأن لم تكن عشتها في جلق الفيحاء ...
إيه يا صاحبي زدني عشقا ... ولا تطل الغياب ....

السفير الخليجي
السفير الخليجي
.... ولا أخالك يا أبا إيلاف تبتعد عن الإبداع ..بل أنت الإبداع نفسة ، وإن شاركك به (الجبل الأخضر بخيله ورجله..)


خصم يصل إلى 25%