شوية صور من حماة

حماة المدينة الساحرة التي ذكرها الرحالة ابن سعيد الأندلسي في قوله : ((منذ خرجت من جزيرة الأندلس وطفت في بر العدوة ورأيت مدنها العظيمة كمراكش وفارس وسلا وسبته ثم طفت في أفريقيا وما جاورها من المغرب الأوسط
فرأيت بجباية وتونس ثم دخلت الديار المصرية فرأيت الإسكندرية والقاهرة والفسطاط ثم دخلت الشام فرأيت دمشق وحلب وما بينهما ... لم أر ما يشبه الأندلس في مياهها و اشجارها إلا مدينة فاس بالمغرب الأقصى ومدينة دمشق بالشام وفي حماة مسحة أندلسية )) ويقول الرحالة مونمارشيه صاحب (( الدليل الأزرق )) : (( حماة لا يحتاج المتجول فيها إلى ركوب المركبة فضياع الوقت يكاد لا يذكر ناهيك أن الماشي يتملى اكثر بمشاهدة الطرق والقصور والنواعير والمساجد والجسور والحمامات .... ))
وقالل ابن الصباح
حماة التي ما مثلها بلد........... لكل دان من الأهلين أو قاصي
ترق قلبا لأحوال الغريب لها... حتى نواعيرها تبكي على العاصي
هذي حماة مدينة سحرية... وأنا امرؤ بجمالها مسحور
يا ليت شعري ما أقول بوصفها...وحماة شعر كلها وشعور
يا ليت أني كنت فيها طائرا ...وعلى المناظر كلهن أطير
إن قصر الإنسان في تعميرها... فمن الطبيعة كلها معمور
أني مشيت فجنة وخمائل... أو أين سرت فأنهر وجسور
حتى خرائبها تلوح كأنها... لجلالها السامي البهي قصور
يا ليت أني كنت فيها طائرا... وعلى المناظر كلهن أطير
لو كنت أبصر كلها للثمتها... وودت كلي أعين وثغور
وكأن شهب الأفق جن بها ...الدجى نزلت بصاحبها الجميل تدور
وإذا تموج ماؤه رقصت به ...شهب السماء فعمهن حبور
وترى النجوم تصادمت... وتكسرت قطعا كما يتكسر البلور

وكأن نجما راح يلثم ثانيا ...حتى تمازح أوجه وغور

لمحه عن مدينة حماة:

وهي( حامات ) القديمة التي سكنها العمالقة الروتانيون منذ الألف الرابع قبل الميلاد وخضعت من ثم للأكاديين والسومرين حتى أواخر القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد عندما هاجمها العموريون ودمروها ثم صارت مركزاً لهم . وخضعت حماة من بعدها للبابليين والحثيين الى أن دمرها الهكسوس عام / 1750 / ق . م وشهدت حماة العهود الفارسية واليونانية والهلنستية والسلوقية وازدهرت في عهد الأخيرة ودعيت ( ابيفانيا ) ثم احتلها الرومان ثم البيزنطيون .
وفي عام / 17 هجري - 636 م / فتحها العرب المسلمون وشاهدت مختلف التطورات والأحداث في فترات حكمهم المختلفة ، ثم أضحت عاصمة الإمارة الأيوبية وأشهر حكامها الملك العالم أبو الفداء صاحب كتب الجغرافية والتاريخ المشهورة . وفي حماة عدد وافر من الفنادق والمطاعم المتوزعة في أنحاء المدينة كما يوجد فيها مركز للاستعلامات السياحية وسط المدينة .

أهم الأوابد والمعالم الأثرية :

النواعير: وهي آلات مائية خشبية ذات حركة دائمة تتناثر على شواطئ نهر العاصي وتنقل الماء منها بواسطة صناديقها الى حوض علوي ومنه يتسرب في قنوات محمولة على قناطر ليسقي المدينة بمن فيها وما فيها ...وعدد النواعير في المدينة / 17 / ناعورة وقطر أكبرها يصل الى / 22.5 / م.
القلعة :وتقع وسط المدينة وفي بقعة سياحية رائعة وهي نواة المدينة القديمة وأصلها الأول وتضم بين حناياها آثاراً تعود الى الألف السادس قبل الميلاد ، وقد قامت وزارة السياحة أخيراً بتشجير سطحها وأقامت عليها متنزهاً كبيراً انيقاً يمكن السياح والزوار من قضاء وقت ممتع من خلال الإطلالة على أجمل مناظر حماة الطبيعية وأكثرها تنوعاً .
الجامع الأعلى الكبير : ويقع في حي المدينة ( جنوب غربي القلعة ) وتظهر فيه آثار ثلاث حضارات متغايرة في اللغة والعنصر والدين ( الوثنية – المسيحية – الإسلامية ) وهو خامس مسجد في الإسلام ومن أهم معالمه : المئذنة الشمالية – المئذنة الجنوبية –المنبر الخشبي المزخرف – قبرا الملكين المنصور والمظفر الأيوبيين وتابوتهما الخشبي – قبة الخزنة ....
جامع النوري :ويعود تاريخ بنائه الى عام / 558ه - 1361م / وفيه منبر أثري آية في الروعةوالجمال والإبداع ومئذنة مريعة وكتابات تاريخية مهمةه....
جامع أبي الفداء :ويعود تاريخ بنائه الى عام / 727 هجري - 1326 م / ويضم قبر بانيه ملك حماةالجغرافي المؤرخ إسماعيل أبي الفداء وفيه فسيفساء رائعة مع تضفيرات رخامية بديعة ....
المتحف الوطني : يقع شمال قلعة حماة على الضفة الشمالية لنهر العاصي ويضم بين حناياه الآثارالمكتشفة في حماة منذ الألف السادس قبل الميلاد وحتى نهاية العصر المملوكي والمتحف يقع ضمن حديقتين جميلتين وتضم بعض المعروضات الأثرية ....
متحف التقاليد الشعبية :ويقع جنوبي جامع النوري وضمن قصر العظم الذي بني عام / 1740 / موهو تحفة نادرة ونموذج صادق للطراز العربي في فن البناء وزخرفته ...

قلعه حماه ........

الموقع :

تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي حيث يلتف مقتربا منها شمالا .و هذا الموقع هو التل القديم لمدينة حماه و الذي أجريت فيه تنقيبات أثرية في النصف الأول من القرن العشرين و قد دلت هذه التنقيبات أن المدينة تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد و قد شهدت تطورا و ازدهارا كبيرا في الألف الأول ق. م
حيث كانت عاصمة مملكة حماث الآرامية .