1. بسم الله الرحمن الرحيم


2. الجزء الأول


3. ولاحظوا أن درجة الحرارة وصلت إلى ( 2.5 درجة مؤية )

بسم الله الرحمن الرحيم

أسعد الله أوقاتكم أحبتي وحماكم الله من البرد القارس وانزل عليكم الدفء والراحة .. ففي احدى هذه الليالي الشتوية كنت مجتمعاً مع أخي وابن عمي نتسامر ونتذكر وبما أن الحديث يجر بعضه البعض وصل بنا المطاف إلى أرض سوريا الحبيبة .. وبدأنا بتذكر الأيام في رحلاتنا السابقة والجميلة .. فقررنا حينها أن نشد رحالنا إلى أرض سوريا .. فتضارب الكلام عن مدة الرحلة وكيفيتها من حيث المواصلات فأحببنا خوض المغامرة ولأول مرة بالسيارة .. وأتمنى أن تستمعوا معي في هذه الرحلة المصورة وأن تتحملوا ثقل ظلي ولكم هذه الجزء ..

الجزء الأول

تم الإستعداد للرحلة وأخذ كل منا إجازة من عمله وتم التشييك على السيارة وفي عصر الجمعة أصبحنا مستعدين للإنطلاق فشددنا الأمتعة وكانت هذه أمتعتي التي تحتوي ( حقيبة للملابس + حقيبة صغيرة خاصة بالجوازات والنقود + لابتوب + كاميرتي الديجتال من نوع سامسونج )
واجتمعنا في تمام الرابعة عصراً وبعون الله بدأنا رحلتنا إلا أننا توقفنا في احدى المحطات لتغبير السيارة ولهذا كانت انطلاقتنا الفعلية في تمام الساعة الخامسة
وانطلقت بنا السيارة على طريق الدمام - أبو حدرية والتي تبعد عنا تقريباً 120 كيلوا متراً .. وكان إبن عمي هو قائد السيارة وكانت ابتسامتنا وحديثنا الرائع يثير الأنس والشجون ولم نشعر بالطريق الذي بدأ ينطوي تحت أقدامنا إلا في الساعة السادسة مساءاً ونحن نقف في محطة أبو حدرية لأداء فريضة صلاة المغرب
شدننا الرحال بعدها على طريق حفر الباطن والذي يبعد عن أبو حدرية حوالي ال 350 كلم .. وحاولت حينها أن أنام قليلاً لأنني سأستلم القيادة بعد حفر الباطن إلا أن العين أبت أن تطبق جفونها إلا من بعض الغفوات القليلة .. وها نحن نصل إلى حفر الباطن في تمام الساعة الثامنة والنصف وبطوننا تصرخ من الجوع
نزلنا وإذا البرد القارس قد داهم أبداننا .. ركضنا إلى الممطعم هربا من البرد وبحثاً عن ما يسد جوعنا وكانت هذه الوجبة من نصيبنا ..
شبعنا ولله الحمد .. وتزودنا بالشاي فهو الأهم في الطريق .. وبعدها ها هو محدثكم يتزود بالوقود وصعد الجميع السيارة ومسكت حينها دفة القيادة وانطلقنا بإتجاه رفحاء
.. وما هي إلا دفائق وإذا بشخير إبن عمي قد ارتفع من المقعد الخلفي .. وبدأ السكون يدب في السيارة إلا من همساتي الخفيفة مع أخي الذي كان يشاطرني الطريق ولم ينم ..
تجاوزنا رفحاء وانطلقنا باتجاه عرعر وفي وسط الطريق بدأت أشعر وكأنني في القطب المتجمد الشمالي من شدة البرد وبدأت أفقد الشعور بأطراف أصابع قدمي رغم تحصني جيداً ووصلنا في تمام الساعة الثانية إلى عرعر ومرحباً بأهل الشمال (( والله يعينكم على بردها )) واستقبلتنا محطة الشاهين .. تزودنا فقط بالشاي والوقود ودخلت أنا وأخي دورة المياه إلا ابن عمي مازال غارقاً في سبات عميق وكأنه نائما في بيته ..
انطلقنا بعدها باتجاه طريف .. ويالها من طريف كلما اقتربنا منها زاد البرد وفي بداية طريقنا التقطت صورة من طبلون السيارة توضح درجة الحرارة إلا أنها لم تكن واضحة ولم أعد التصوير مرة أخرى

ولاحظوا أن درجة الحرارة وصلت إلى ( 2.5 درجة مؤية )

وصلنا عند الرابعة فجراً إلى طريف ... نزلت من السيارة إلا أنني عدت مسرعاً من حيث أتيت .. البرد لا يحتمل .. ويا زين عرعر بالنسبة للجو في طريف .. استقبلتنا أحدث دورات مياه أعزكم الله .. وما لنا بد إلا واستخدامها :112:
نزلنا أنا وأخي توضئنا وخفنا أن نموت من البرد إلا أن المسجد كان مهيئاً بمدفأة من غاز وهاهو أخي يسترق الدفء منها ..
وبعدها بدأت المحاولات في ايقاظ ابن عمي للصلاة كي ننطلق .. ولم ينزله محدثكم إلا وهو متحصناً بالبطانية ..
انطلقنا بعدها إلى الحدود الشمالية وهي القريات وبدأت الشمس تدب في الأرض ولكن هيهات أن يأتي الدفء .. ولم يبقى علينا إلا القليل للوصول إلى القريات ..
ولم نقف إلا في الحديثة عند السابعة صباحاً عند هذا المكتب لشراء دفتر التربيكت وكان صاحب المحل نائم
وأيقضناه فخرج لنا وهو رغم نعاسه واستأذنه أخي بأن يستلقي كي يستمد قبساً من الدفء فنحن أهل الشرقية رغم بردنا القارس إلا أننا لم نذق مثل هذا البرد .. واشترينا الدفتر بقيمة 450 ريال وهو صالح لمدة عام
وابن عمي مازال متشحاً بالبطانية .. أما أنا الله يخلف علي فكدت أن أتجمد
وبعدها توقفنا عند محطة الشهيلي على الحدود الأردنية والجوع قد بدأ يزأر في البطون
.. وكانت هذه وجبتنا الخفيفة وها أنا قد أنهيت مهمتي بنجاح في القيادة فكان لي النصيب الأكبر ( من حفر الباطن إلى الحديثة أي ما يقارب ال 1500 كلم ..
ووصلنا بعدهاه إلا جمارك الحديثة وانتهينا من الأجراءآت بكل يسر وسهولة .. وودعنا بلدنا الحبيب وصلنا إلا الحدود الأردنية وكذلك بعد التأمين أنهينا إجراآت الجوازات بسهولة وها نحن ندخل بعون الله وحفظة أراضي المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة أخي الذي يعرف طرق الأردن ..
وهاهي الأردن تستقبلنا ..
ولكن كيف كان طريقنا إلى سوريا ؟؟؟ وكيف كان البرد الذي أزعجتكم به ؟؟
تابعوا معي تقريري والجزء القادم الأكثر شمولية وتفصيلاً بإذن الله
ولكم مني أجمل تحية
محدثكم LAYADNLOV