اسوان المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
ميتوليم
12-10-2022 - 02:03 pm
  1. القاهرة – ياسر سلطان الحياة - 20/01/09//


القاهرة – ياسر سلطان الحياة - 20/01/09//

«إلى من تبقى - رسالة من فراعنة مصر»، هو عنوان معرض الفنان الياباني كازو كينوشيتا الذي أقيم في قاعة الفنون التشكيلية الملحقة بدار الأوبرا المصرية بالتعاون مع المؤسسة اليابانية للثقافة في القاهرة. ويعرض كينوشيتا أكثر من عشرين لوحة كبيرة الحجم، مرسومة بخامة الألوان الزيتية، وترتكز في مجملها على عناصر ومفردات مستقاة من الحضارة المصرية القديمة.
واللافت أن الفنان الياباني يتخذ من حضارة الفراعنة أساساً لأعماله منذ نحو عشرين سنة، ويعد هذا المعرض الثالث من جملة معارضه حول الموضوع ذاته. أما السبب وراء هذا الوله بالحضارة المصرية القديمة والذي رافقه طوال هذه السنوات، فمرجعه إلى الصدفة المحضة كما يقول الفنان نفسه. ففي بداية العام 1994 شاهد كينوشيتا الآثار الفرعونية للمرة الأولى أثناء زيارة مفاجئة لمصر، فلفتت انتباهه مشكلة رابطاً بينه وبين رموز الحضارة المصرية القديمة، لا يعرف هو نفسه سرّها. فمنذ هذه الزيارة التي يعتبرها علامة فارقة في حياته، لم تفارقه صور ومشاهد الآثار الفرعونية التي رآها خلال هذه الزيارة. ظلت الوجوه المنحوتة في الجبال في أسوان تطارده خلال يقظته ونومه، ولم تترك له الفرصة للتفكير في أي شيء آخر سواها. واستمر مشهد الأهرام الشامخ يجول في ذاكرته لشهور عدة. ومن دون وعي منه أخذ يرسم هذه الأشكال على الورق، ثم ما عادت ترسم يداه شيئاً سواها.
توالت زيارات كينوشيتا الى مصر وتعمّقت صلته أكثر فأكثر بحضارتها، من خلال القراءات والمشاهدات والتأمل. ومنذ عام 1994 زار كينوشيتا مصر تسع مرات كان آخرها في العام 2006. وأقام أول معارضه حول الحضارة المصرية القديمة في مدينة هيروشيما اليابانية في العام 1999، ثم أعاد الكرّة بعد عامين في المدينة ذاتها.
في أعماله المرسومة على مساحات كبيرة، يمزج بين عناصر التاريخ ومفرداته من تماثيل ومعابد ورسوم جدارية بارزة وبين عناصر أخرى مستقاة من الحاضر المتمثل غالباً في معظم اللوحات المعروضة في هؤلاء الناس البسطاء القريبين من هذه الآثار بوجوههم السمر وأرديتهم المصرية التقليدية، في مزج بانورامي مسيطر على معظم اللوحات.
الصمت الذي يلف الأفق والعناصر المرسومة برداء من الرهبة والسكون، هو ما نراه ممثلاً أبلغ تمثيل في لوحاته المسماة «لون القمر»، و«حكايات النجوم»، و«تنين أزرق»، و«رسالة من الفراعنة». ويتنقل فيها بين الحاضر والماضي، محاولاً، كما يقول، البحث عن هذه البقايا التي يرى أنها لا تزال حاضرة ومستمرة من عصر الفراعنة العظام.
لكن هذه البقايا، بحسب رأيه، لم تعد واضحة أو ظاهرة للعيان بسبب ترسّبات التاريخ وغيره من العوامل والمؤثرات الأخرى. وعلى رغم ذلك لا تزال موجودة ومستمرة.
وهو يرى أن الفراعنة يبعثون إلينا بالعديد من الرسائل التي تحتاج إلى من يقرأها ويفك طلاسمها، وهو يحاول أن يقوم بهذا الدور من خلال لوحاته ورسوماته تلك. ويقول كينوشيتا: «لا أرسم في هذا المعرض الآثار، وإنما أعبر الأحياء هنا والآن، وأفترض أن تلك الآثار ما هي إلا رسالة من الماضي الوقور إلى المستقبل. وأزعم أنني تلقيت هذه الرسالة بعدما تعرفت الى تاريخ مصر الخالد لآلاف السنين والتقيت مع ما طرأ من الطبيعة والزمان والمكان».
يذكر أن الفنان كازو كينوشيتا ولد وعاش في مدينة هيروشيما اليابانية التي تعرضت للقصف بالقنبلة الذرية العام 1945. وكان شاهداً على رغم صغر سنه، على فظاعة هذا الحدث الذي انعكس تأثيره في ما بعد على طريقة تفكيره وإيمانه العميق بوحدة التاريخ والمصير الإنساني.



خصم يصل إلى 25%